للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تناولتها فترة انتظار؛ فنتوقع أن يكون بحر البلطيق مثار نزاع بين الدولتين

ومن الناحية الثانية ضمن الحلفاء سلامة رومانيا، ولألمانيا وإيطاليا فيها مصالح حيوية لمسناها في الحرب الحالية، فلولا بترول رومانيا لما استطاعت ألمانيا الاستمرار على القتال إلى الآن. وأعلنت إيطاليا مراراً أن البلقان مناطق نفوذ إيطالية، وأن أي اعتداء على إحدى دوله تقابله بالسلاح؛ ولكن الفترة الحالية لا تسمح بامتشاق الحسام في وجه الروسيا وإكراهها على احترام مصالحه أو تصريحاته

منذ ٢٠ سنة

ومسألة بسارابيا مسألة طال النزاع عليها، فقبل سنة ١٩٢٠ كانت إحدى مقاطعات الروسيا، واستغلت رومانيا فترة الثورة الروسية الشيوعية، وانحلال قوة المقاومة فيها وضمتها إلى أراضيها ومن ذلك الوقت لم تصل الدولتان إلى اتفاق عليها

ورومانيا بلد كثير الأعداء والخلافات الخارجية، ويعتبر استيلاء الروسيا على بسارابيا ثغرة لتدفق هذه المشاكل، ففي سنة ١٩١٢ اشتعلت الحرب بين رومانيا وبلغاريا وأخذت منها الأخيرة جزءاً من مقاطعة دوبروجا، فلما كانت الحرب الكبرى وانحازت رومانيا إلى جانب الحلفاء، وانحازت بلغاريا إلى جانب ألمانيا، استعادت رومانيا الأجزاء التي فقدتها بمقتضى معاهدة نوبلي سنة ١٩١٩، وخسرت بلغاريا في هذه المعاهدة أيضاً مقاطعتي مقدونية وتراقية وقد ضمتا إلى اليونان وفقدت بفقد هاتين المقاطعتين منافذها الساحلية على البحر الأبيض

وحصلت رومانيا من المجر (هنجاريا) بمقتضى معاهدة تريانون التي عقدت في ٤ يونيه سنة ١٩٢٠ على ترنسلفانيا وجزء من مقاطعة بانات التي قسمت بينها وبين يوجوسلافيا، وتطالب هذه الدول الآن بالأجزاء التي اقتطعت منها، ولهذا ينتظر أن تكون خطوة الروسيا في الوقت الحالي بمثابة شعلة من النار ألقيت على دول البلقان، فيكفي أن تتحرك إحدى هاتين الدولتين لاستعادة أراضيها لإشعال نار الحرب في البلقان. ولولا ضغط دول المحور عليهما لأعلنتا الحرب من مدة على فوهة بركان

وإذا اشتعلت الحرب بين دول البلقان، فلا شك أن ألمانيا وإيطاليا ستضطران إلى دخولها دفاعاً عن الدول المنحازة إليهما؛ فإن المجر وبلغاريا من الدول الموالية لمحور برلين روما،

<<  <  ج:
ص:  >  >>