موقف القوات في تلك البلاد عنه في سوريا ولبنان فيجاور كل منها ممتلكات إيطاليا، فالصومال الفرنسي هو المنفذ البحري للحبشة، وتونس تجاور ليبيا؛ ولكن الممتلكات الإيطالية هناك مرتبكة بانشغالها في الحرب مع قوات الممتلكات البريطانية، وقد لا يمر زمن طويل حتى تتجلى حقيقة موقف المستعمرات الفرنسية، فما قيل حتى الآن لا يوضح اتجاهها الصحيح
وهذه الحالة الغامضة ترغم موسوليني على مؤازرة هتلر والرضوخ لأوامره، في مقابل إمداده بالمعونة العسكرية سواء أكانت رجالاً فنيين أو معدات قتال، أو بعبارة أخرى يعطي هذا الموقف لهتلر ضماناً باستمرار موسوليني في ميدان القتال. فطلبات إيطاليا لم يتحقق منها شيء، ولم تحصل على ضمان يسهل لها الحصول على أحدها
وإذا حاولت إيطاليا أن تتدخل في شئون سوريا ولبنان بأية وسيلة، فإن تركيا تدخل الحرب، تنفيذاً لتعهداتها للحلفاء ومحافظة على مصالحها، فلن تقبل تركيا أن تجعل إيطاليا البحر الأبيض المتوسط بحيرة إيطالية كما يريد موسوليني، فيهدد مواصلات الدردنيل والبوسفور، وتصبح مجاورته للأراضي التركية خطراً يهددها. وأعلنت بريطانيا أخيراً أنها تقاوم بالسلاح كل عمل حربي يرمي إلى احتلال هذه الأجزاء أو التدخل في شؤونها لغير فرنسا بأية طريقة كانت
في البلقان
واستغلت الروسيا فرصة انهيار فرنسا واستولت على مقاطعتي بسارابيا وشمال بكوفينا الرومانيتين، وهو ما توقعناه في مقال سابق، إذ قلنا إن الروسيا لن تدخل الحرب بصفة جدية، وإنها ستكرر ما فعلته في بولندا، فتستغل ضعف مقاومة الفريقين المتقاتلين وتستولي على الأراضي التي تهمها في البلقان أو في البلطيق
ويلاحظ في تصرفات الروسيا أنها تتبع سياسة روسية محضة غير مقيدة بأي فريق، فاحتلالها العسكري لبعض مناطق بحر البلطيق يهدد مصالح ألمانيا التي حرصت على أن تجعل بحر البلطيق منطقة نفوذ ألمانية حتى تضمن سهولة حصولها على خامات السويد، وتحكم السوفياتيين في هذا البحر يهدد هذه المصالح، فهي خطوة لا ترضي ألمانيا، ولكنها مضطرة إلى قبولها الآن لاشتباكها مع إنجلترا في القتال، فإذا وضعت الحرب أوزارها أو