فسأله: أين هي؟ فقال: هاهي ذي. . . أما تراها. . . إن كنت لا تراها فهي إذن قد ولت. . . يا خسارة. . .
فقال له: إذا عدنا إلى المدينة فصفها للناس يرحبوا بك شاعراً
ثم سأل الثالث: وأنت ماذا وجدت؟
فقال له: هذه. . . تلمع في النور، وتلمع في الظلام، لها أنوار مختلفة الألوان، حمراء وخضراء وزرقاء وصفراء. . . أنا لا أدري ما هي ولكني أحبها، وأنت أيضاً تحبها، والناس جميعاً يحبونها، أليس كذلك؟
فقال له: نعم، فإذا نزلت إلى المدينة فاخلب بها الأنظار والألباب إنها السحر. . . ولكني أوصيك ألا تؤذي ببريقها امرأة ولا طفلاً ولا رجلاً ضعيفاً، فما كل عين تطيق هذا التألق الخطاف. . .
ثم نظر إلى الرابع وسأله، وأنت ماذا وجدت؟
فقدم له القدح وقال له: اشرب، فقال له: ما هذا الذي تريدني أن أشربه؟ فقال له: ماء وجدته. فسأله: أين؟ فقال: لن أقول، فإن لي به سلطاناً لو شاع بين الناس فقدته. . . إنه شراب لذيذ ومسعد
فقال له: لا ريب إن كنت لا تزال صادقاً. . . فارجع به إلى أهلك فاسقهم منه يقيموك فيهم كاهناً يطلبون عندك الراحة كلما تعبوا. . . ولكن لماذا لا تدلهم على سر هذا الشراب حتى إذا مت وجدوه من بعدك. . .
فقال: من بعدي؟ ما لي أنا والذين بعدي، والذين قبلي؟ هل عطف عليَّ من أهل هذه المدينة أحد. . . لا يا سيدي، لكل منا سره. . .
. . . ثم نظر المتمتم للصاحبين المتلازمين وسألهما: ماذا رأيتما؟ فقال الصغير: رأيناكم أنتم، وقد عرفتكم جميعاً إلا أنت يا من تسألني. . . وتسأل الناس لم أعرف ماذا وجدت أنت؟ ولا ماذا ستصنع عندما تعود إلى المدينة. . .
فقال الكبير من الصاحبين: هذا يا صغيري رجل، له ولي، كلما فرغ نصب وذكره، فهو دواماً معه. . .