لفلكه يحدث اختلالاً في موازنة الذرة ويحدث في بناء الذرة رد فعل ينجم عنه موازنة جديدة، لا تأتي إلا بإطلاق مقادير من الطاقات تعرف بالفوتونات. وإطلاق الذرة لهذه الفوتونات يرجع لحملها حالة طقس جديدة تقوم على عدد لا نهائي من المقادير. وهذه اللانهائية في عدد المقادير هي التي تعطي الاطراد في انطلاق الفوتونات بالنسبة لتغيير الشحنات الكهربائية موازنتها في الذرة، لأنه في الوضع اللانهائي يتساوى كل الحالات الممكنة واطراد انطلاق الفوتونات في تتابعها
ونفس النظر الاحتمالي فسر مفهوم مبدأ عدم التثبت لأن هذا المبدأ في أبسط صوره لم يخرج عن استحالة تعيين دقيقة ذريرة في مكانها وسرعتها في آن واحد، فإذا أمكن تعيين السرعة استحال تعيين المكان، وإذا أمكن تعيين المكان استحال تعيين السرعة. ولكن هذه الاستحالة وعدم التثبت سرعان ما ينعكسان - كما قلنا في المقادير الكبيرة - ولبيان هذا نقول:
إن قطعة النقد المؤلفة من وجهين: وجه عليه رسم الملك، ووجه آخر عليه القَّية؛ ولنرمز إلى الوجه الأول بالرمز (ح١)، وللوجه الثاني (ح٢)؛ فإن إمكان تعيين أحد الوجهين متعادل واحتمال مجيئه متساو بحكم الطبيعة، فإذا رمينا قطعة النقد عدداً من المرات، فمن المحتمل في هذه المرات أن يأتي كل وجه في دورة واحدة، كما أنه لا يستبعد أن يأتي أحد الوجهين عدداً من المرات، ولا يظهر الوجه الآخر إلا مرة واحدة. . .
ولكن هذا التخالف سرعان ما يتناقض مقداره ويأخذ في الاقتراب من الصفر إذا رمينا قطعة النقد ٥٠٠ ألف مرة، لأنه في هذه المرات الكثيرة يعطي اتساع المدى تساوياً لتتابع واطراد الأوجه الممكنة - التي هي وجهان هنا - فيأتي معنا الوجه الذي يحمل رسم الملك ٢٥٠ ألف مرة، وكذلك الوجه الآخر
ونفس هذا يحدث معنا في ساحة (علم الذرة) وعلم (المقدار) ولشرح هذا نقول:
إن المشاهد في عالم الذرة أن النتيجة التي يخلص بها الباحث من تعيين أوضاع لبناتها غير حتمية، لأن النتيجة التي يخلص بها الراصد والباحث في زمن ووضع معين يخرج بغيرها باحث آخر في غير الوقت والوضع ولو جرت التجربة في عين الشرائط التي جرت وفقاً لهذه التجربة الأولى. ولو أجريت التجارب عدداً من المرات فعلى عدد هذه المرات تكون