وبلاشيت وأشياليني في الذرة المتهيجة تحت تأثير الأشعة الكونية قد انتهت لحقيقة تجريبية في أن كتلة هذه الذرات المتهيجة تحت تأثير الأشعة الكونية تعادل كتلتها في حالتها الأولى. وقد تبيّن خلال هذه التجارب أن هنالك خطوطاً مزدوجة أحدها منحرف لليمين والآخر لليسار، أعني أن أحدهما موجب والثاني سالب، وتبين من مباحثهم أن الخط الموجب هو صنو للإلكترون نظراً لأن الخط السالب هو الإلكترون نفسه، وأن كتلة الدقيقة الموجبة معادلة لكتلة الدقيقة السالبة، فكأن البوزيتون صنو الإلكترون وليس البروتون هو صنوه
ونحن نعلم من نظرية (نيلز بوهر) العالم الدانمركي أن النوية في الذرة تعادل كتلتها كتلة الذرة وأنها مكونة من بروتونات، غير أن الميكانيكا الموجبة وتجارب (دمبستر). بينت أن البروتون لم يخرج عن كونه موجة كهربائية ولكنها ليست مركزة في قلب الذرة كما ارتأى (دي بروجلي) وإنما هي موزعة توزيعاً رياضياً في كرة الذرة الداخلي
هذه الحقيقة التي تنسجم مع المبادئ النظرية في الفوزيقا الحديثة لها ما يسندها في عالم التجربة، وقد كان لي علم ١٩٣٣ فكرة في أن كرة الذرة الداخلية متوزعة فيها الشحنة الموجبة توزيعاً رياضياً، وأن هذه الشحن تتجمع في بعض النقط، وهذه النقط هي الإلكترونات الموجبة أو البوزيتونات حسب الاصطلاح الحديث
وفي مستهل عام ١٩٣٨ حملت أنباء التجارب العلمية الحديثة أن البروفسور سكوبلزن قد نجح في تخليص بيروتونات من تيار من البوزيترونات تحت ضغط عال، فإذا صح هذا، فسيكون معنا في الذرة لبنتان أساسيتان - الإلكترون والبوزيتون وهكذا يتحقق معنا الغرض القديم الذي قلت به منذ خمس سنوات في مذكرتي إلى معهد الطبيعيات الروسي، وهي أن الذرة مكونة من موجتين: ذات شحنة موجبة وذات شحنة سالبة، وأن هاتين الموجتين في توزيعهما الرياضي في عالم الذرة يخلْقان لنا ذلك الشيء الذي نصرف إليه اصطلاح الذرة