إلى الشهر الماضي ٢٥٠٠ طائرة، وقد تدرج هذا المجموع في النمو تدرجاً مطرداً بفضل نشاط المصانع الإنجليزية حتى أصبح التفوق العددي لدولتي المحور تفوقاً غير مذكور
ولا ننسى في هذا المجال جرأة الطيارين البريطانيين وحسن مرانهم، مما يتيح للسلاح البريطاني التفوق الفني على السلاحين الألماني والإيطالي، مما ألقى الرعب في قلوب الطيارين النازيين ودفع بإذاعة برلين إلى الشكوى من قسوة الإغارات البريطانية على ألمانيا
أما العامل الثالث وهو استعداد الجزر البريطانية للدفاع الجوي، فقد ثبت أن الطائرات الألمانية تجد صعوبة كبيرة في مهاجمة إنجلترا وخصوصاً المرافق العسكرية فيها؛ فلندن مثلاً تحاط بسور من المناطيد الجوية التي ترتفع إلى طبقات الجو العليا وتهبط منها أسلاك متينة مشدودة إلى الأرض، فإذا حاولت الطائرات اختراق هذا السور فإنها تصطدم بالأسلاك وتتحطم، فإذا أرادت التحليق فوق المناطيد، استحال عليها ذلك نظراً لتخلخل الهواء في تلك المناطق وقلة الأكسيجين اللازم للجسم، فيموت الطيار قبل أن يصل إلى ارتفاعها
وأفاد تسليم فرنسا من جهة أخرى، فإن معدات الدفاع ضد الغارات الجوية من طائرات مطاردة ومدافع مضادة للطائرات بعدما كانت موزعة في فرنسا للدفاع عن القوات والبلاد الفرنسية عادت إلى الجزر البريطانية وتركزت في رقعتها الصغيرة لاستقبال الطائرات المعادية، فازداد عددها وأصبح مجموع النيران التي تقابل بها الطائرات المغيرة أكثر مما كان قبلاً، ففشلت الطائرات الألمانية في الوصول إلى أهدافها
ولسنا في حاجة إلى تكرار القول بأن قوات بريطانيا البرية أصبحت الآن مركزة في الجزر البريطانية لاستقبال ما قد يرسله هتلر من قواته إليها مما يضمن لها التفوق على ما قد تنقله الطائرات، أو ما قد يفلت من حصار الأسطول البحري، إذا تيسر لبعض السفن الإفلات
وكان من نتيجة تسليم فرنسا زيادة أعباء الأسطول البريطاني واتساع مساحة المناطق المحصورة بحرياً، فبعدما كانت مناطق الحصر قاصرة على بحر الشمال مرتكزة إلى القواعد الفرنسية، شملت جميع سواحل أوربا مرتكزة على جبل طارق، وهي مهمة قاسية خبر الأسطول البريطاني تنفيذها في تاريخ إنجلترا وحروبها الطويلة