للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لأسباب عائلية

وكنا نأمل أن تنضم قوات المستعمرات الفرنسية إلى الجانب البريطاني، ولكن يظهر أن حال الفرنسيين تغيرت، وأن دعاة الهزيمة في فرنسا غلبوا على ما في القواد الفرنسيين من وطنية وحب للحرية؛ فأعلنت قوات الجزائر وتونس وسوريا تسليمها لأسباب مضحكة، فقال الجنرال ميتلهوزر إن له عائلة في ستراسبورج فهو يخشى إذا استمر على القتال أن تضطهد، فهو على رأي أحد القراء الكرام: يقف القتال (لأسباب عائلية)

فهذا السبب يدعو إلى الضحك، وشر البلية ما يضحك، فهل هؤلاء قادة؟ ألم يكن في استطاعته أن يستقيل بدل أن يقول مثل هذا اللغة؟

في المستعمرات

وخسرت إنجلترا في المستعمرات الفرنسية القوات المقاتلة في تونس والجزائر، فإن وجودها كان عاملاً له أثره في القتال في ليبيا، لأنها كانت تضطر القوات الإيطالية هناك إلى القتال في جبهتين، فتقاتل من الغرب القوات الفرنسية، ومن الشرق القوات البريطانية؛ ولكنها الآن تستطيع أن توجه جهودها إلى الميدان الشرقي وحده. وأدى تسليم قوات سوريا ولبنان إلى فائدة تلك البلاد، فاتفقت تركيا والعراق على استقلاها، وهي بشرى حسنة للأقطار الشرقية. أما في الصومال الفرنسي فقد رفضت القوات الفرنسية وقف القتال، ولهذا القرار أثره، فإن جيبوتي هي المدخل البحري المتصل بالحبشة

وتنبأنا منذ توقيع الهدنة أن الأسطول البحري الفرنسي سيخير بين شيئين، فإما أن ينضم إلى الأسطول البريطاني في كفاحه وإما أن يغرقه، وقد تحقق ما تنبأنا بوقوعه، فعند ما عارض قادة الأسطول الفرنسي الطلبات البريطانية وجهت الوحدات الإنجليزية نيرانها إليه فأغرقت بعض قطعه ودَّمرت قطعاً أخرى حتى أصبح استعمالها متعذراً، إذا قدر لها أن تقع في أيدي الأعداء

موقف حازم

وأعجب العالم بحزم الحكومة البريطانية في هذا الموقف، إذ ضمنت بتصرفها حرمان دولتي المحور من أسطول بحري كبير، يفوق في استعداده وعدد قطعه الأسطول الإيطالي؛

<<  <  ج:
ص:  >  >>