للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معي على أنها لم تدرك من أسرار هذه الأدوار إلا أيسر الإدراك، ولم تلم بدقائقها النفسية إلا أهون الإلمام

فكيف إذن كانت تجيد فاطمة رشدي هذه الأدوار، وكيف كانت توفق فيها التوفيق الكبير؟

إنها كانت تجيد وكانت توفق، لأنها كانت تتصور وكانت تحس، ولأنها كانت تبني بخيالها نماذج لهذه الشخصيات التي كانت تمثلها، فكان طبعها السليم يهديها إلى أصدق النماذج مشابهة لهذه الشخصيات، فكانت تمثل كما لو كانت رأت اللواتي تمثلهن

ولكنها على الدوام كانت تنفذ بروحها إلى أرواح بطلاتها، فإذا بالشخصية المسرحية التي كانت فاطمة رشدي تتقمصها، لا يزال فيها من فاطمة رشدي نفسها، حركات قاهرية عذبة، وإشارات بلدية لذيذة، وتنهدات وتكسرات نعرفها نحن في مصر وفي هذه الأيام ولكني لا أظن أن كليوباترا، وسميراميس، وليلى، وغيرهن من بطلات فاطمة رشدي قد عرفنها. . .

وتلاشى هذا العيب من فاطمة رشدي وتمثيلها حين ظهرت في فلم العزيمة، فقد أخرجت في هذا الفلم دور فتاة قاهرية بلدية فانطلقت في التمثيل على أساس من سجيتها وعلى عون من ذكائها وبراعتها، فتساند فنها بعضه إلى بعض واكتمل لها النجاح على نحو متألق رائع

الآنسة نبوية موسى

مربية تحترمها الأسر احتراماً كبيراً، وتعترف لها وزارة المعارف بجلال العبء الذي تحمله على عاتقيها

وكاتبة قصدت فيما تكتبه من مذكراتها لأخطر ما يمكن أن يكتب فيه المربي، وتعرضت فيه لخفايا يتهرب أشجع الكتاب من التعرض لها مع أن أمرها معروف، وخطرها ظاهر، ونتائجها بينة، وعلاجها أمر تفتقر إليه بيئات التعليم وغيرها من البيئات افتقاراً ملحاً عنيفاً، ومع هذا فنحن نتعامى عنها على قسوة ما يترتب عليها

فإذا لم يكن للآنسة نبوية موسى غير مالها من فضل الشجاعة الأدبية التي دفعتها إلى معالجة هذا الموضوع، واحتمال ما قد ينشأ عن ذلك من سخف القول لكفاها هذا فخراً، فإن هذا الموضوع لم يتعرض له حتى اليوم في مصر من الكتاب المعاصرين رجل.

السيدة بديعة مصابني

<<  <  ج:
ص:  >  >>