لها ابتسامة لا أدري كم تجهد أعصابها. حاولت أن أقلدها فيها مراراً، فكنت أضحك أنا من نفسي قبل أن يضحك الذي كنت أتصنع هذه الابتسامة معه
ولكن بديعة مرنت على هذه الابتسامة، واعتادها الجمهور منها وأصبحت لها أمارة وعلامة
هي مديرة مدبرة تحسب الحساب، وترتب النتائج على الأسباب، وتأخذ عملها بالحزم والجد، وهي لذلك تنجح وتواصل العمل
وهي أيضاً فيلسوفة صاحبة حكمة. أرادت الرقابة أن تمنعها عن أغنية (لا والنبي يا عبده) فضحكت وقالت: إذا منعت هذه الأغنية عندي فسيغنيها الشعب في الطرقات والبيوت لأنها (نشيدنا القومي. . .!)
في هذا التعبير قسوة من غير شك. وفيه لطمة لحشمتنا. ولكن بديعة على أي حال صدقت، فالأغنية راجت رواجاً لم ترج مثله أغنية أخرى منذ (يا عزيز عيني) و (زوروني كل سنة مرة)!
الآنسة روحية خالد
كانت وهي في فرقة رمسيس كالعصفورة، وربما كان التحاقها بالفرقة القومية من العوائق التي عرقلت نموها الفني، فهي تشعر اليوم بأنها موظفة حكومة، تقبض مرتبها آخر كل شهر، فهي لا تحاول الاستزادة من الإجادة في عملها، وإنما التفتت إلى الاستزادة من دواعي راحتها
لا ريب في أن استعدادها الفني جارف، ولكن منذا الذي سيتعهدها في الفرقة القومية؟ إن العمل في هذه الفرقة يسير على نمط عجيب، فلكل رواية مخرج، وكل مخرج ينتقي من الممثلين والممثلات من يرى صلاحهم لروايته وأدوارها، وأغلب ما يهتم المخرجون في الفرقة القومية بالمناظر والملابس والإضاءة. أما أرواح الأشخاص الذين يظهرونهم على المسرح فأمر يتركه المخرجون للمثلين؛ والممثلون أنفسهم يحبون من المخرجين هذا، والمخرجون أنفسهم راضون عن أنفسهم في هذا، وعلى هذا الأساس فإن ممثلة ناشئة مثل روحية خالد سيقف تقدمها الفني عند المرحلة التي انتهت إليها وقتما فارقت فرقة رمسيس حيث كان الأستاذ يوسف وهبي يعلمها بإخلاصه لفرقته ونفسه كل ما يعلم من تجاربه