للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بنفسه فأخطأ في فهمها ونقلها وبنى عليها هذا الرأي الخاطئ في رجل كعبد الله بن المبارك؟ أم هنالك شيء آخر؟!

مصطفى حسن السباعي

ذكرى سيد العاشقين

نشرت إحدى المجلات الأسبوعية المصورة فصلاً عنوانه: (ضريح سلطان العاشقين) قالت فيه ما خلاصته:

لعل الكثير من المصريين - إن لم تقل كلهم - لا يعلم أن ضريح الشاعر العظيم عمر بن الفارض موجود في جبل المقطم بالقاهرة قريباً من جامع الجيوشي المعروف في هذا المكان

وذكرت المجلة أن مندوباً لها ذهب إلى هناك فعلم أن المرحومة الأميرة جميلة إسماعيل أرادت قبل وفاتها أن تبني لها ضريحاً فوق الجبل، ولما اختارت المكان لذلك، وجدت أن ضريح ابن القارض مجاور لهذا المكان، فأمرت بتجديده وتشييده، حتى صار عنواناً على الروعة والجلال!

ومن الطريف أن جميع الذين يزورون هذا الضريح من العاشقين والمحترقين بنيران الصبابة، وهناك يشكون إلى إمامهم ما يلقونه في سبيل الحب والهيام، ويرددون ما يحفظون من أشعاره ويكتبونها على جدران الضريح، ويوقعون ذلك بأسمائهم الصريحة

ولا ينسى بعض المستشرقين الهابطين القاهرة أن يزوروا الضريح وينشئوا عنه الأحاديث، ويأخذوا له مختلف الصور. . .

وقد رجت المجلة في نهاية المقال (أن يعني الأدباء والموسيقيون بالعمل على إحياء ذكرى ذلك الشاعر المتصوف)

فيا ترى، هل تجاب هذه الدعوة الطيبة، وهل يعمل أدباؤنا وموسيقيونا، على تحقيقها، فيقضون الواجب عليهم نحو هذا الشاعر الذي خلق أناشيد الغرام، وأنغام العشق والصبابة؟

لقد أحببت الإشارة إلى هذا الموضوع في مجلة (الرسالة) الغراء لأنها مجلة الآداب والفنون، وهي أسير من غيرها بين أهل الفن والأدب. قد يقال إن الحرب تلفتنا عن الاهتمام بمسائل الأدب وشئون الروح والفن، ولكن الواجب أن يعنى بهذه المسائل في مثل

<<  <  ج:
ص:  >  >>