للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الشعور العقل، فينحدر المرء وقد عمى رشده إلى غاية تحترق عندها النفس الخ. . .)

فتجاذب الشعور والعقل القوة والغلبة هو في قصيدة علي محمود طه (وبدا صراعك أنت والعقل)

والقلبُ الذي أجَنَّهُ الليلُ في القصيدة هو (الشعور في الجانب المظلم)، والقلب الذي يجتاحه النار في قصيدة علي محمود طه هو النفس التي تحترق في مسرحية بشر فارس. وهكذا ترى هذا الصراع الذي يبدو محدداً بخطوطه، مصوراً بألوانه، في قصيدة الشاعر، منقولاً بإطاره في مسرحية الكاتب،

كما رأيت القمة الباردة فكرة وموضوعاً ماثلة بذاتها في المسرحية وتوطئتها حتى بعض العبارات ودلالاتها وإن اختلفت لفظاً وتركيباً، وكأن يقول الأستاذ العقاد: (التي لا يشعر عندها بحياة)

فيقول الدكتور بشر: (يعوزه لهب الحياة)

وبعد فهذه مسرحية رمزية من فصل واحد صفحاتها مردودة وألفاظها معدودة، لم يبق منها لكاتبها التحرير سوى زهرة تضوع، ونهر يهدر، وإضافات تائهة في منعطفات الروح ومثاني المادة (كذا)، وراقصة متشنجة تكِنى بالتلوِّي والتوتر (كذا) وتغرف بذراعيها طرائف من الهواء (كذا)، وغير إنسان أبله يعوي مقلداً الكلاب (كذا)، ثم كلب مسكين يتهمه المؤلف بامتصاص القصب!! (كذا)

وهذا ولا شك كما قلناه وأثبتناه وأعدناه من عجائب التحصيل والروية والاجتهاد في زمن اصطناع المسرحيات الرمزية من قصائد الشعراء.

(ناقد أديب)

<<  <  ج:
ص:  >  >>