رغم الرقعة الواسعة التي تشغلها في القارتين الأسيوية والأوربية، يلاحظ أن منافذها البحرية الهامة محصورة وتحت تصرف غيرها من الدول، أو معطلة في جزء من السنة
الروسيا تنتظر
فموانيها في بحر البلطيق تقفل أثناء الشتاء بفعل تجمد الماء، وكذلك موانيها في البحر الأبيض الشمالي بعيدة قليلة الأهمية. ويلاحظ في موانيها في البحر الأسود أن منفذها إلى البحار الواسعة تحت سيطرة تركيا، فهي تسعى للاستيلاء على البسفور والدردنيل ليكون منفذها إلى البحر الأبيض المتوسط حراً، ولتأمن الاعتداء على سواحلها في البحر الأسود من اعتداء أساطيل الدول البحرية، فإنها إذا سيطرت على هذين الجزأين أصبحت سيدة البحر الأسود وهددت البحر الأبيض المتوسط
ومن يتتبع سياسة الروسيا يشاهد أنها توفر قواتها إلى وقت تستطيع فيه استغلالها في ظروف أكثر ملاءمة، فقد احتلت نصيبها من بولندا ورومانيا دون أن تبذل أي مجهود حربي يؤثر على الجيش السوفياتي
فهي في الغالب تنتظر أن تنهك الدول المحاربة ثم تبدأ بنشر الدعوة البلشفية بين الأمم، مستندة إلى قوة الحديد والنار، ولعل هذا مما يدعو الدول الأخرى إلى التفكير في ذلك المصير إذ يهدد الخطر الشيوعي الدول المنتصرة والمنهزمة، ولا شك أن ساسة الدول فكروا في هذا المصير طويلاً وقدروا له العلاج اللازم