الأستاذ أحمد أمين. وفي هذا المقام نبه الشراح - ابن حجر والقسطلاني والكرماني - على أنه جزء حديث، وأنه ذكر كاملاً في باب السمر في الفقه، وأنه مقيد بقيد (اليوم). ورواه مسلم من طرق متعددة إحداها عن جابر انه عليه الصلاة والسلام قال لهم قبل وفاته بشهر:(ما من نفس منفوسة اليوم تأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ). وقد نص النووي وغيره على أن هذا الحديث علم من أعلام النبوة إذ أخبر فيه بأن كل نفس كانت تلك الليلة على الأرض لا تعيش بعدها أكثر من مائة سنة، وكان الأمر كذلك، وليس فيه نفي عيش أحد يوجد بعد تلك الليلة فوق مائة سنة، ولا إخبار عن فناء الدنيا بعد مائة سنة كما فهمه الأستاذ أحمد أمين. وقال ابن حجر بعد شرح الحديث المذكور:(وكذلك وقع بالاستقراء فكان آخر من ضبط أمره ممن كان موجوداً حينئذ أبو الطفيل عامر بن واثلة وقد أجمع أهل الحديث على أنه كان آخر الصحابة موتاً، وغاية ما قيل فيه أنه بقي إلى سنة عشر ومائة، وهي رأس مائة سنة من مقالة النبي صلى عليه وسلم). فكيف أقدم الأستاذ على الحكم بوضع هذا الحديث، وهو كما رأيت من أخبار الرسول التي وقعت كما أخبر!
وقد عدَّ الأستاذ في آخر فصل الحديث مراجع ذكر في مقدمتها فتح الباري والقسطلاني على البخاري والنووي على مسلم فإن كان قد اطلع على روايات الحديث، وما كتبه الشراح، فكيف حكم بكذبه، وإن كان لم يطلع إلا على الجزء المختصر من متن البخاري فكيف عدَّ تلك الشروح من مراجع بحثه؟!
مصطفى حسني السباعي
في الكلمة الماضية جاء لفظ (قهزار) وصوابه (فهزاذي). (والفزار) وصوابه (الفزازي).