وسأل الزاهد: وأنت ما بالك لم تذهب مع الذاهبين؟
قال: لأن تذهب بي أقدام الزمن خير من أن تذهب بي هذه القدم الواهنة وهذا القلب الحزين
وسألهم جميعاً: ومن أدراكم وقد دارت اللوالب أنكم ستعيشون ولا تذهبون مع الغابرين؟
قالوا: هذا الذي نسألك عنه
قال: وهذا الذي أجهل سره
ثم عاد سائلاً: فهل قبلتم ما يكون وقد جهلتم أين تذهبون، يوم يدور دولاب السنين، وتطلع على الدنيا ستة تسعمائة وخمسين؟
فتلفتوا ثم تفلتوا
وانجلى الحشد الحاشد، عن شبح جامد، كأنه الجسد الهامد، لا يقارب ولا يباعد
. . . اذهب أيها الزاهد، أو أقعد حيث أنت قاعد، فما دارت طاحون من أجل واحد، فتدور من أجلك دواليب الزمن الخالد والأبد الآبد
قال الراوي: وإذا صدقتم هذه المقامة، فلا تقديم للسنين حتى القيامة، وعلى الله السلامة!. . .
عباس محمود العقاد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute