لك أن تجالس الفارغين من أحلاس القهوات، وليس لك أن تظفر بمجالسة رجل كبير له منزلة سياسية، فإن فعلت فأنت وصولي ينتظر الجزاء القريب أو البعيد
أليس هذا هو الواقع في هذه البلاد؟
بأي حق يحرم الأديب في مصر من التعرف الصحيح إلى من يسيطرون على السياسية المصرية؟
وعمن يأخذ معاني التفكير في مصاير الأمور الوطنية إذا حرم التزود بأفكار أولئك الرجال؟
لو اتصل أدباؤنا بالزعماء لوجدوا لأدبهم آفاقاً أوسع من الآفاق التي يعرفون، الآفاق المحدودة التي لا تمتع غير البصر الكليل، الآفاق المزدحمة بأهل العقم والنضوب من الأشباح التي تغدو وتروح وليس لها زاد غير مضغ الحديث المعاد من فتات الزور والبهتان
كيف يجوز لأديب أن يقول إنه عاش في هذا العصر مع أنه لم يعرف أحداً من أمثال مصطفى النحاس ومحمد محمود وعلي ماهر وحلمي عيسى وعلي الشمسي وعبد الفتاح يحيى ومحمود النقراشي ومحمد هيكل ومصطفى عبد الرزاق وحسن صبري وعبد الرحمن عزام وحافظ رمضان ولطفي السيد وأحمد ماهر ومكرم عبيد وصبري أبو علم ونجيب الهلالي ومحمود بسيوني، ومن إلى هؤلاء من الوزراء والنواب والشيوخ، فإنما نريد التمثيل لا الاستقصاء؟
الأديب الذي لا يعرف أمثال هؤلاء معرفة صحيحة ليس بأهل لمعرفة روح العصر الذي يعيش فيه، وهو أيضاً أكذب الكاذبين حين يدعي أنه أثر في عصره تأثيراً قوياً أو ضعيفاً، فما يمكن لأديب أن يكون من أصحاب السلطة الأدبية إلا حين يستطيع بلسانه أو بقلمه أن يوجه المسيطرون على مصاير البلاد إلى غاية سامية أو مطلب شريف
ثم ماذا؟
ثم تقع البشاعة التي تشهد آثارها في كثير من الأحايين فالزعماء ناس كسائر الناس، وعندهم أوقات يزجونها بالسمر والحديث، فماذا يصنعون وقد غاب عن ناديهم كبار الأدباء؟
يلتفتون فيرون أنديتهم قد اكتظت بأهل اللغو والفضول من الذين يؤذيهم أن يكون لرجل من