واجبي نحو الأدب الذي أتشرف بالانتساب إليه أن أطلب من الوزير الذي يشبه الدكتور هيكل أن يتفضل فيخص الأدب بنظرة من نظراته الثواقب، ونحن بكل تواضع نقترح أن يكون لكبار الأدباء بعض ما لكبار العلماء من منازل التشريف. فإن كان العلماء - وهم اصطلاحاً رجال الدين - أولى منا بالرعاية لأنهم من أهل الآخرة، فنحن أحق بالعطف العاجل لئلا يكتب علينا الحرمان في الدارين!
وليكن مفهوماً جداً أني أقول هذا الكلام وأنا أتوهم أن هيكل باشا هو الدكتور هيكل، فإن ثبت أن زملائي بوزارة المعارف خدعوني وأن هيكل باشا شخص غير الدكتور هيكل، فأنا أعتذر لمعالي الوزير عن هذه الكلمات الجافية، وأرجوه أن يثق بأني برئ من الأدب والأدباء!
لو صح أن هيكل باشا هو الدكتور هيكل لكانت فرصة ذهبية لنصرة الأدب الرفيع، فقد نغريه بالوعود فنزعم أن أهل الأدب يحفظون الجميل، وأنهم لن ينسوا فضله في إعزاز الشخصية الأدبية بالديار المصرية
اللهم اجعل هيكل باشا هو الدكتور هيكل!
عواطف نبيلة من شعب نبيل
في صباح اليوم السادس عشر من حزيران تلقيت إشارة تليفونية من وزارة الخارجية المصرية تسألني عن اسمي الكامل وعن منصبي بوزارة المعارف، وأردت أن اعرف الموجب لهذه الأسئلة المفاجئة، فقيل: إن أجوبتها ستقدم إلى قصر جلالة الملك تمهيداً لوسام سأتلقاه من حكومة العراق
وفي صباح اليوم الخامس عشر من تموز تلقيت برقية من الصديق الكريم السيد عبد القادر أحمد الموظف بمديرية الدعاية في بغداد يهنئني بوسام الرافدين
ومعنى تلك الإشارة وهذه البرقية أنني خطرت في بال أهل الصدق والوفاء من أقطاب بغداد
وأنا مع ذلك لا أعد (وسام الرافدين) تحية شخصية، وإنما أعده رمزاً لتوكيد الصلات الأدبية والعلمية بين مصر والعراق، وقد جاهدت في ذلك جهاد الصادقين
وإذا كان الله أراد أن أتشرف بعضوية نادي القلم العراقي، وأن أتشرف بعضوية نادي