الجنس، متشابهة البيئة قوية الأخلاق، مرباة على حب الوطن والتفاني في سبيله، وكانت الحكومة قوية يقظة كانت جماعة الطابور الخامس محدودة العدد قليلة الأثر ضعيفة النشاط.
وخير مثال لذلك إنجلترا التي أخذت حكومتها بالشدة أنصار الفاشست فيها، وقبضت على زعيمهم سير (أزوولد موزلي) هو وزوجه واعتقلت من تشك في أمرهم من رعايا الأعداء كذلك
أما الدول، أمثال تشيكوسلوفاكيا التي اختلفت عناصرها، وهولندا التي ضمت عدداً غير قليل من أنصار النازي داخل حدودها، وفرنسا التي تشعبت أهواء الناس ومذاهبهم فيها، فقد قضى هتلر على استقلالها، وأصابها بنكبة الهزيمة، وألبسها ذل الاحتلال وفقدان الاستقلال
وقد كان لمثل هذه الجماعة وجود ونشاط في عهد النبي (ص) وعني القرآن بأمرهم، وكشف أسرارهم، وحذر النبي منهم، ونزلت السور تنبئه بما في قلوبهم، وسماهم (المنافقين) وخصهم بسورة من سوره، وتحدث عنهم في غيرها من السور الكريمة تارة يصفهم وصفاً عاماً، وتارة يذكر مواقفهم في ظرف من الظروف التي أحاطت بالنبي، وأحياناً يأمره أن يتخذ منهم موقفاً خاصاً، أو يحرضه على إنزال نوع من الأذى بهم
وكان ظهورها وعملها والقضاء عليها بعد الهجرة بالمدينة وما حولها، وكان القائمون بها هم اليهود من بني قينقاع وبني قريظة وبني النضير. وكان هناك رءوس للضلال من الأوس والخزرج أمثال عبد الله بن أبي بن سلول
وكانت هاتان القبيلتان الأوس والخزرج في حرب دائمة قبل الإسلام وبعده إلى ما قبيل الهجرة. كانت الخزرج أكثر عدداً، ففكرت الأوس في محالفة قريش عليهم، وأرسلوا لذلك رسلاً إلى مكة، فلما علم الرسول بأمرهم - وكان قد يئس من قريش أو كاد، وأخذ يعرض نفسه ودينه على القبائل وفي مواسم الحج - دعاهم إلى خير مما جاءوا له، ودعاهم إلى الإسلام وإلى عبادة الله وحده، فأبوا ثم عادوا إلى يثرب
عقب انصراف الوفد من مكة إلى المدينة حدثت موقعة (يوم بعاث) بين الأوس والخزرج، وانتصرت الأوس. وفي الموسم الذي تلا يوم بعاث أقبل جماعة من الخزرج إلى مكة للحج، فدعاهم الرسول إلى الإسلام، فآمنوا من فورهم، وكانوا من قبل يسمعون بقرب