المقاطعات فيها، فإن النفوذ السوفياتي ينتشر في الصين كلها، ويتدحرج من السلطة العسكرية إلى السلطة المدنية، وتصبح الصين بلاداً بلشفية، أو بعبارة أوضح تتكون الإمبراطورية الشرقية بزعامة الروسيا، وهو الخطر الذي تخشاه دول أمريكا وأوربا
وتخيف هذه النتيجة اليابان، لأنها إذا تحققت قضت على جميع أحلامها في الصين، وحققت أحلام الروسيا، وهو خطر يهدد جزر اليابان نفسها إذ توضع الأراضي الصينية تحت تصرف الروسيا، أو تصبح جزءاً منها كما حدث في ليتوانيا واستونيا ولتفيا، فقد بدأ النفوذ الروسي فيها صغيراً، ثم تدرج إلى أن أعلنت انضمامها إلى الاتحاد السوفياتي
فمن مصلحة اليابان إذن أن تضع حداً لحربها مع الصين اتقاء لشر الروسيا، ولا سيما أن فقر الصين مرعى خصيب للمبادئ الشيوعية ومنها تنتقل العدوى إلى اليابان، فمستوى المعيشة فيها ليس أكثر ارتفاعاً منه في الصين، ولا يبعد اليابانيين عن الشيوعية إلا بعض المعتقدات الدينية والتقاليد التي لا تلبث أن تنهار أمام شظف العيش وغريزة حفظ النفس
ولهذا فلا يستبعد أن يكون الصلح بين اليابان والصين صلحاً شريفاً يقبله الطرفان ويحفظ كرامة المتحاربين.