ولهذا برزت في الدوائر الأمريكية فكرة تضع اليابان في وسط المعضلة، فتخطر بأن كل حركة أو عمل ينفذ من جانب حكومة منشوكو تعتبر اليابان مسئولة عنه، وتتخذ قبلها العقوبات أو التصرفات اللازمة
أما هذه التصرفات فهي:
١ - عرقلة التجارة اليابانية في أمريكا وهي أكبر عملائها، فتفرض الضرائب على الواردات اليابان
٢ - عرقلة مساعي الصين في اليابان وإفساد خططها
ويؤيد هذين التصرفين الموقف الدولي الحاضر وحالة الحرب الناشبة في الميدان الأوربي والميدان الصيني، وقد نتجت عنه ثلاثة عوامل
ا - تعتمد اليابان على التجارة الأمريكية، فلم يبق لها من أسواق سواها
ب - ضعف اليابان نتيجة لحربها مع الصين وصعوبة تخلصها من هذه الحرب
ج - ضرورة احتفاظها بقوات بحرية وبرية كبيرة لتدافع عن ممتلكاتها إذا نشبت الحرب بينها وبين إنجلترا
ولا تعتمد أمريكا على اليابان اعتماداً كبيراً في تجارتها، فالأقطار الأمريكية من أغنى أقطار العالم، وهي البلاد الوحيدة التي تستطيع الاستغناء عن الدول الأخرى لاتساع رقعتها وتوفر خاماتها
وقلنا في مقالنا السابق أن مساعي إنجلترا للصلح بين الصين واليابان على وشك النجاح، ومعنى هذا إضعاف هذه العوامل وخصوصاً العامل الثاني، ولكنه يلاحظ أن صلح الصين واليابان لا يعيد للأخيرة ما فقدته من عتاد وقوات حربية، ولكنه يعطي لهذه البقعة السلام، وهو ما ترجوه الدول ذات المصالح فيها، حتى تعود تجارتها واطمئنانها إلى سابق عهدهما
وهناك عامل آخر يحبذ وقف القتال بين الصين واليابان، فالخطر الأكبر هو أن تسيطر الروسيا على الصين، وهذه نتيجة طبيعية لاستمرار الحرب، فإن أمل الصين في الانتصار ضعيف نظراً لتفوق اليابان العسكري وموقعها الجغرافي الحصين، فهي جزيرة كإنجلترا؛ فكل أمل الصين هو وقف الزحف الياباني أو إخلاء بعض المناطق الصينية المحتلة
وبعض المقاطعات الصينية خاضعة للنفوذ السوفياتي، فإذا طالت الحرب وتخلت قوات هذه