للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وافتقر، وحدث له وحدث. . .

فأي واحد من هذين الممثلين أمكن فناً من صاحبه؟

أغلب الممثلين المجيدين في الغرب من النوع الأول، وقليلون جداً فيهم الذين من النوع الثاني وأذكر منهم شارلي شابلن

وأغلب الممثلين المجيدين عندنا هنا من النوع الأول أيضاً، وقليلون جداً فيهم الذين من النوع الثاني وأذكر منهم نجيب الريحاني

ولعل القارئ يلحظ أن شارلي شابلن منذ استتب اخذ يتباطأ في إخراج الروايات ولم يعد يلاحق بعضها ببعض، كما أن نجيب الريحاني قد أخذ هو أيضاً يتباطأ ولم يعد يخرج في العام الواحد أكثر من روايتين

ولعل القارئ يعرف أن شارلي ونجيب يقضيان ما بين الرواية السابقة والرواية المقبلة تهيؤاُ وتربصاً، وإن كان شارلي يستمتع بحرية أوسع بكثير جداً من الحرية التي يستمتع بها الريحاني

وشارلي ونجيب لا يتشابهان في هذا فقط، وإنما هما يتشابهان أيضاً في أن كلا منهما يؤلف رواياته لنفسه، ويعلم ممثليها بنفسه، ثم إن كلا منهما يضم حوله مجموعة من الممثلين لا يكاد الجمهور يعرفها إلا حوله هو، فإذا بعدت عنه ثقل التمثيل عليها وثقلت عليه، زد على ذلك أن شارلي شابلن بدأ أخيراً يضع الموسيقى التي تصاحب التمثيل في رواياته، وقد سبقه الريحاني إلى هذا وإن لم يكن قد سبقه بنفسه، فزكريا أحمد الملحن الكبير الذي اختصه الريحاني برواياته يقول إنه تعلم من الريحاني ألواناً من الموسيقى شرحها له معاني فنفذها هو بالنغم

فهل هناك علاقة بين أوجه الشبه هذه، وبين الطريقة التي يسلكها هذان الممثلان في فنهما؟ وهل نستطيع أن نقول إن هذه الطريقة هي التي ارتقت بهذين الممثلين حتى ميزتمها هذا التمييز على الممثلين المجيدين؟

الواقع أن هناك علاقة وصلة بين هذه الطريقة وبين هذا التمكن الفني الذي وصل إليه كل من الأستاذين شارلي شابلن ونجيب الريحاني

فنحن إذا رجعنا إلى طريقة التمثيل الأولى رأيناها أقرب إلى ما تمارسه القردة من التقليد،

<<  <  ج:
ص:  >  >>