الجديدة التي يشرحها هذا المؤلف كانت مجهولة تماماً عند العرب بل إنه من المستحيل أن نجد في المؤلفات التي تحمل اسم جابر في اللاتينية صفحة حتى ولا فقرة يمكن أن تعتبر ترجمة لنص عربي
ولكن هذا لا يمكن أن يقلل من شأن الكيمياء العربية التي أثارت تاريخ العلوم إثارة كبيرة إذ أنه عن طريقها أمكن معرفة تاريخ الكيمياء عند المصريين واليونان ثم في بيزنطة وعند السريان، ثم عند العرب أنفسهم
ثم أن كتاب ال لا يحتوي أي دليل يشير إلى أصله العربي سواء في منهجه أو في حقائقه أو في كلماته أو الأشخاص المذكورين فيه، ولا في الخرافات الإسلامية التي هو خلو منها تماماً
وليس شكي في أن كتاب السوما قد أُلف قبل القرن التاسع بأقل من شكي في أنه لا يوجد ثمة أصل عربي هو ترجمة له في مثل هذا التنظيم البديع وتلك الإبانة الوافية. إذ أن مؤلفات جابر العربية وأبحاث ابن سينا لا يمكن أن تملي علينا التسليم بان كتاب السوما ترجم عن أصل عربي
ونحن لا ننكر أن بعض العبارات قد اقتبست من مؤلفات جابر العربي، الذي لا زال وجوده. ولكن على الرغم من ذلك لا نستطيع أن نقول بإمكان أن يكون مؤلف هذا السفر الجليل عربياً مسلماً، إنما الافتراض الذي يبدو لي معقولاً هو أن مؤلفاً لاتينياً لا زال مجهولاً لنا تماماً كتب هذا الكتاب في النصف الثاني من القرن الثالث عشر من الميلاد ونسبه إلى جابر كما فعل الكيميائيون اليونان في مصر الذين وضعوا اسم ديمقريطس على مؤلفاتهم لديمقريطس كي تشتهر وكما فعل الكيميائيون السريان في نحلهم مؤلفاتهم لديمقرطيس كذلك
وقصارى القول إذن أن المؤلف اللاتيني - (المدعي الجابرية) قد احتل مكانة سامية في العالم الكيميائي بفضل وضوح منهج الـ وبامتيازها عن غيرها من المؤلفات العربية البحتة حتى صار هذا المؤلف في القرن الرابع عشر من الميلاد أساس الدراسة الكيميائية في العالم أجمع، ولكن نسبة هذا الكتاب للعرب أنفسهم أفسد كل تاريخ العلم لمنحه لهم هذه القدرة العلمية الإيجابية التي ما وجدت لديهم يوماً ما)