للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والخطأ المبتكر هو عندي أفضل من الصواب المنقول

وهل كان من الكثير أن اكتب مقالاً في التوجع لما صارت إليه باريس؟

تلك والله إحدى الأعاجيب، ومن الخير أن تقع في دنيانا أعاجيب، فقد عرفت أن في الدنيا ناساً يرون الشماتة من كرم الأخلاق. . . عفا الله عنهم وهداني!

زكي مبارك

حول العتب والبيان

كتب الأستاذ علي الطنطاوي في العدد الصادر أول يولية سنة ١٩٤٠ كلمة عن أدب دمشق، وأنها - أي دمشق - (ضائعة بين مصر ولبنان، فلا هي ترتضي مذهب لبنان في الأدب ولا مصر تلقي لها بالاً وتحفل بها) فعجبت من مساق هذا الرأي ورضا الكاتب عنه، فأنا أربأ بدمشق الخالدة، بلد العلم والثقافة، ومثابة الشعر والجمال، أن تكون متبعة في أدبها لا متبعة، مقلدة لا مبدعة، راجية في أدبها الاقتداء لا السيادة، وذلك على الرغم من سماتها السادرة، وطوابعها الحائرة، وما يعتور أدبها من قلق ووجوم وفتور. إن دمشق الشام لها كيان أدبي مرموق، وفيها أهل معرفة وثقافة، فينبغي أن تفرض أدبها فرضاً، وأن تسم آثاره بمياسم خاصة تميزها من غيرها، وتكون دليلاً عليها

قد تكون مصر الأدبية والعلمية بحكم أهلها الكرام وجيرانها الخلصاء، لا تعبأ بأدب الأقطار العربية التي تعتز بها وتؤمن بزعامتها، فقد سبق لكثير من أهل هذه الأمصار أن عتب على مصر العزيزة لتفريطها في الحديث عن ثقافة الإخوان والجيران، ورعاية الإعجاب الذي يحسه نحوها كل أديب ومتأدب في هذه الديار، على أن مما يسكن نأمة العتب أن قادة الأدب في مصر وكتابه الفضلاء كالدكتور عبد الوهاب عزام، والدكتور طه حسين، والأستاذ سعيد العريان، يعترفون بهذا التفريط في حق من يولونهم هذه المودة الصريحة والثقة الغالية اللتين تتجليان في أقوال العاتبين وأفعالهم، وإن المجال ليضيق الآن عن تعداد ما كتب أولئك المصريون الفضلاء، وترداد ما أعلنوا بصدد العتاب والاعتراف

والواقع أن على مصر الناهضة تبعات ثقالاً وأن لها رسالات أشتاتاً، فهي آخذة في توحيد الشعور والتفكير، جاهدة في سبيل الحرية والتعاون والمعاش، متلاقية بأمصار العرب

<<  <  ج:
ص:  >  >>