كان يريد أن يجعلنا عرباً ومسلمين في جميع الشؤون، أحسن الله إليه بقدر ما أحسن إلى العروبة والإسلام!
وتيمور باشا في كتابه يجسِّم الحسنات ويتغافل عن السيئات. وإذا قهره التاريخ على تسجيل سيئة أحاطها بعبارة من عبارات التشكيك، أو أعتذر عنها بلطف ورفق، حتى ليمكن الحكم بأن الرجل أراد أن يكون كتابه من كتب الأخلاق الصِّحاح. وكيف لا يكون مراده كذلك وقد شهد عارفوه وشهدت آثاره بأنه كان من أرباب القلوب.
ولا تجد في هذا الكتاب عبارة تشير إلى أن تيمور باشا كان يرتب ويصنف ويؤلف، فهي أحاديث بعضها برقاب بعض في يسر وسهولة واتساق، وذلك شاهد القدرة على التعبير الخالي من التكلف والافتعال.
وقد أكثر تيمور باشا من الترحم على من ترجم لهم، فعليه رحمة الله، وعلي الهراوي رحمة الله، وعلى عبد المطلب رحمة الله، فقد كانا يريانه إماماً في الأدب واللغة والتاريخ، ولهما في البكاء عليه قصائد جياد.