أخرى (هي مخلوق حي كامن في حجيرة واحدة) وقد أشرنا فيما سبق إلى تعدد الفرص في امتزاج العناصر الوراثية عند نضوج حجيرات التناسل وتلقيحها.
التغايرات والنشآت الجديدة &
كثيراً ما يكون الطفل شديد الشبه بأحد والديه في بعض الأوجه على الأقل. وقد يرث بعض الخصائص عن أبيه والبعض الآخر عن أمه وهذا ما دعا دارون إلى اعتبار تلك التغايرات كمواد أولية للتطور. وقد عثر على مجموعات من الأحافير تظهر التغير من شكل إلى آخر وتوحي لنا بفكرة (التقدم بعلاوات تدريجية) أو التقدم (بالاختزالات) وهناك احتمال حدوث تغير خاص في جهة معينة الأمر الذي يجعل هذه التطورات كالفصول المتابعة في النمو الفردي
بيد أن هناك نوعا آخر من التغير اكثر تعقيداً وهو (النشوء الفجائي) كالشعر المجعد والشعر الآنقري والنبوغ الموسيقي والرياضي والصفصاف الباكي والديك الطويل الذنب والفيل الأبيض. وقد قارن السر فرنسيس غالتون التغايرات الصغيرة بذبذبات جسم كثير الأوجه مرتكز على أحد سطوحه والنشوء الفجائي بانقلاب الجسم كله على سطح جديد. ومن أبرز خصائص النشوءات الفجائية أنها تتوارث وتظهر بوضوح في النسل المولود من أبوين فيهما نفس تلك الخصائص. فإذا تزوج النابغ بنابغة كان النسل حاوياً لنوابغ عديدين، ولكن في حالات كثير يجب أن يلاحظ إن النشوء الفجائي يظهر غالباً بشكل نقص في التركيب - أي عدم وجود ميزة معينة في النباتات، أو قرون في الأبقار، أو أذناب في القطط. ويقال عنه في مثل هذه الحالات انه نشوء فجائي سلبي بينما قد تظهر الميزة الشاذة بشكل إيجابي أي بإضافة ميزة جديدة لم تكن موجودة في الوالدين ولا في أسلافهما.
الانتخابات الطبيعي
إن أساس نظرية التطور الداروينية هو:(انتقاء الأصلح من النشوءات الجديدة بعد التجربة والاختبار). وقد أجرى العالم الطبيعي الإيطالي (سسنولا تجارب على الجراد المصلي أو فرس النبي وهي حشرة غريبة توجد على ضربين أخضر وأسمر كل منهما ملائم للمحيط الذي يعيش فيه. ربط (سسنولا) الضرب الأسمر بخيط حريري على نبتة ذابلة