وإن صح ما ذهب إليه (الناقد الأديب) في هذا الصدد، يكون الأستاذ الكبير توفيق الحكيم الذي أقام مسرحيته الرفيعة (شهرزاد) على فكرة الصراع بين المادة والروح قد سلخ هذه الفكرة ممن سبقه إليها في الأدب العالمي ويكون الحال كذلك في مسرحيات (إبسن وشكسبير وبيراندللو) الذي أقاموا مؤلفاتهم على حقائق النفس البشرية.
إن المعاني والفكر والمتداولة أشياء يشترك فيها جميع الناس فهي دوارة في نفس الجاهل والسوقي، والمتعلم والأديب، وإنما العبرة بطرائق معالجتها وبالكسى التي تضفي عليها من حيث حسن التأليف وجودة التركيب والابتداع، والنفس المبتكرة الخلاق، وهنا مجال التفاوت بإبراز الشخصية الكاملة المستقلة؟ ومن هنا يتأتى الخلود الذي يتوج أعمال الشعراء والكتاب والفنانين.