ونظرية امتداد الأمامية قد تقدمت بنفس الخطوات التي تقدمت بها الأمامية، فالأماميون يقسمون تاريخ العالم من حيث الوحي إلى مراحل سبع يكون آخرها بعث الإمام الجابري، وعلى ذلك فإن الأئمة الذي تبعوا علياً، حتى الإمام القائم الجديد يكون عددهن سبعة وعلى التوالي: الحسن والحسين ومحمد بين الحنفية وعلى بن الحسين بن محمد الباقر وجعفر الصادق وإسماعيل الإمام المنتظر أو القائم. ونحن نلاحظ أن جابراً في تعداده للائمة على عكس القرامطة والإسماعيلية لم يعتبر علياً إماماً من هؤلاء السبعة، وأن هذا السانيت، الذي يسمو عن الناتيك هو الذي يكون به تجسد الأئمة السبعة الأرضي، وفي هذه النظرية يقترب جابر من تلك التي يقول بها النصيرية الذين يعتقدون أن هناك ثلاثة أقانيم:(ع) أي علي، (م) أي محمد (س) أي سليمان، والسين في نظر جابر سابقة ومتقدمة على الميم، وفي هذا المذهب يسمى الإمام جعفر (بالإمام المجيد) أو (اليتيم) الذي له تفضيل على مباشر علي (ع) كما أن له الحظوة على (م)، (س). وهنا يقبل جابر القول بنظرية التجسد والتناسخ والأدوار، والإكرار، والنسخ، والفسخ، والمسخ.
وإن جابراً ليعلن على رؤس الأشهاد أن عمله إنما هو وحي أستاذه جعفر الصادق، وإلى هذا (المنبع من الحكمة) ترجع كل معرفة جابر، وما هو إلا جامع ومعلق على مؤلفات أستاذه. وربما كان ذلك راجعاً إلى أن جابراً نفسه يأتي في التسلسل الديني في مرتبة تلي مرتبة جعفر الصادق مباشرة، أضف إلى ذلك بعض أساتذته مثل حاربي حميرات، أرهون الحمار، جعفر البرمكي،. ولكن نحن نرى أن كل هذه التأكيدات ما هي إلا افتراءات باطلة إذ أنها متناقضة تماماً مع ما كتبه جابر نفسه في مؤلفاته. وعلى ذلك فإن تلميذ جعفر الصادق المسمى جابر بن حيان يظهر أنه محض اختراع، ونحن ندرك تماماً لماذا تنسب كتب كهذه إلى الإمام جعفر الصادق الذي يعتبر في الأدب الشيعي خير مصدر للعلم اليوناني وخاصة للعلوم السحرية ولعلم الفلك، أضف إلى هذا كله أن جعفر هذا والد الإمام السابع إسماعيل الذي نص على ظهوره في هذه المؤلفات.
ويشير الفهرست إلى بعض الشك الذي يخالج نفراً من الشيعة المعاصرين لأحد أصحابه في صحة نسب هذه الكتب لمؤلفها، وثمة رجل آخر هو أبو سليمان السجستاني المنطقي، يذكر