العربية، وعبد الرحمن صدقي يخف إليه حين يحتاج إلى استعارة جريدة أو مجلة من أحد الرفاق، وعلي أدهم يقر في مكانه إلى أن تنزل عليه نازلة من بعض من يسألون عن مصاير الأدب حين تصطلح الحيتان في بحر الشمال، وسيد نوفل يتلبث ويتمكث إلى أن يجئ من يحدثه عن مدارج البلاغة في غياهب التاريخ.
وسيقوى هذا النادي بعد البشاشة التي شاعت بوجه الأستاذ فريد أبو حديد، وقد تطيب الدنيا فينضم إلى نادينا فريق من الذين كانوا يظنون أن جو وزارة المعارف لا يساعد على خلق الروح الأدبي، لأن وزارة المعارف فيما يزعمون ليس لها أثر مذكور في تشجيع الأدباء.
وزارة المعارف؟ ذلك هو اسمها، والأسماء لا تعلل، كما كان يقال. وإلا فكيف جاز. . .
لقد إنساني الشيطان ما كنت احب أن أقول!
الإذاعة اللاسلكية
لا تنقطع أصوات الاعتراض على ضعف مناهج الإذاعة اللاسلكية، ولا يكون من المغالاة أن نقول إن في الناس من نسي أن في مصر إذاعة تواجه الجمهور بالطيبات من الأحاديث الأدبية والعلمية والاجتماعية، فصار من المألوف أن تلقى في محطة الإذاعة بعض المحاضرات الجيدة بدون أن يتنبه لها جمهور المتشوقين.
فما علة هذا النقص؟
لا ترجع العلة إلى ضعف من يسيطرون على محطة الإذاعة، وفيهم أدباء فضلاء، من أمثال فلان وفلان وفلان، وإنما ترجع العلة إلى كسل أولئك الأدباء الفضلاء.
ولكن كيف؟
لم يتفق للمشرفين على محطة الإذاعة أن يفكروا في الانتفاع بمواهب الأدباء الكبار انتفاعاً يشهد بأنهم يحرصون على تزويد الجمهور بأطيب ما في مصر من ثمرات العقول والقلوب والأذواق، وإنما يقبع المشرفون على المحطة في مكاتبهم لفحص ما يرد عليهم من طلبات الشادين والمبتدئين من الذين لا يعرفهم الجمهور أول مرة إلا عن طريق المذياع.
من حق محطة الإذاعة أن تشجع بعض المبتدئين، ومن حقها أن ترفع إصر الخمول عن بعض الخاملين، ولكن هذه النية الطيبة ستعود عليها بالضرر البليغ، وسيكون حالها كحال المجلات التي تسقط جدرانها فوق رءوس من تشجع من التلاميذ.