للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ويظهر أن محطة الإذاعة تنسى أن لها جماهير في أقطار الشرق، وأن تلك الجماهير لا تنظر بعيون الارتياح إلى عنايتها بتدريب المبتدئين، وتشجيع الخاملين.

أكتب هذا وقد سمعت أن المشرفين على محطة الإذاعة أقسموا بالله جهد أيمانهم ليغلقن آذانهم عن كلمات النصح، حتى لا يقال إنهم ضعفاء تخيفهم أسواط النقد الأدبي.

وأنا أحترم هذا النوع من الشجاعة، وأرجو أن يعرفوا أني يائس من آذانهم كل اليأس، وما حملني على تسطير هذه الكلمة إلا الرغبة في أن تعرف جماهير الأمم العربية أن مصر بخير وعافية، وأن محصول محطة الإذاعة لا يمثل ما في مصر من حيوات القلوب والعقول.

إذاعة وزارة المعارف

زعموا أن وزارة المعارف نظمت دروساً للراسبين في امتحانات الثقافة العامة وامتحانات القسم الخاص

وما يهمني إلا الدروس الخاصة باللغة العربية، لأنها تصور مواهب المدرسين بالمدارس الثانوية. وأنا أقترح أن تسجل تلك الدروس لنستطيع مؤاخذة أصحابها حين نشاء، فبعض من يلقون تلك الدروس يقعون في اللحن الفاحش، ويسقطون في تفسير النصوص سقطات لا يتردى فيها العلماء، فإن اعتذروا بأن بعض من يفسرون القرآن عن طريق المذياع يقعون في أغلاط أبشع من أغلاطهم فذلك هو العذر الذي قيل إنه أقبح من الذنب!

ولو تفضلت محطة الإذاعة فسجلت طوائف من الأحاديث لاستطاع النقد الأدبي أن يطوق بعض أصحابها بأطواق من حديد.

ولكن متى تصنع وهي تزعم أن ليس في الإمكان أبدع مما كان؟! ومع ذلك يعاب علينا أن نثور من وقت إلى وقت، كأن من الواجب أن نفرح بكل ما يصدر عن أبناء الوطن الغالي!

أيكون من حق بعض الناس أن يصدعونا باللحن والخطأ في جميع الأوقات، ولا يكون من حقنا أن نعرك آذانهم في بعض الأوقات؟

سنزجي أيام هذا الصيف بتعقب أولئك (الفضلاء) إلى أن يصدر الأمر بأن محطة الإذاعة محطة حكومية وأن توجيهها إلى السداد من الممنوعات. فمتى يصدر ذلك الأمر ليعرف الجمهور أن سكوت النقد الأدبي عن محطة الإذاعة ليس، إلا فنا من الطاعة لا ولي الأمر

<<  <  ج:
ص:  >  >>