للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن شيئاً من هذا لا يؤلمني بقدر ما آلمني أن أراك تشكو الريف وتضيق بالقرية وتفزع عن ضيعتك التي تغل عليك الآلاف

ولكنك الآن، يا سيدي، حللت هنا أهلاً.

هذا هو وطن الشدة فاحبه بعض رعايتك، وهيئ منه في شتائك لصيفك، ولا تدع صعرك يطغى على عقلك.

إن الريف يمرح بك ويبسم لمقدمك ويتلقاك بين ذراعيه في فرحة، فليكن له منك حسن الجزاء.

لقد تفتق ذهنك، وأنت بيننا، عن ألف مشروع ومشروع، ورأيتك تمسك بالقلم - تارة - ترسم على القرطاس، وتمسك بالعصا - تارة أخرى - تخط على الثرى، فهل تعمل أم هو الرخاء يمحو آثار الشدة، فتنطلق - بعد - على سننك يجرفك الترف الذي أفسدك وأفسدنا.

وأنت - أيتها الحرب - وعاك الله وأدامك لأنك علمت سيدي أن له داراً وأهلاً وضيعة يطمئن إليهم ساعة من زمان، وأنت أزحت الغشاوة التي كانت تحجب بصره عني، وأنت. . . وأنت. . .

فرعاك الله - أيتها الحرب - وأدامك

(مشتهر)

كامل محمود حبيب

<<  <  ج:
ص:  >  >>