لأن التسامح الديني يزداد من يوم إلى يوم، لأن العروبة تقوى من يوم إلى يوم، وبذلك ينعدم شعور السوري المسيحي بأنه في الشرق غريب، فلا يصل النهار بالليل مكافحاً في سبيل المعاش، اكتفاءً بالأنس الذي يجده من مشاركة الجمهور في العواطف والآمال.
فمن ارتاب في هذا التفسير الفلسفي لهذه الظاهرة الاجتماعية فلينظر حالي في دنياي: فهذا النشاط الذي حيَّرتُ به الناس يرجع مصدره إلى الخوف، وإنما أخاف لأني أشعر بالغربة في وطني ولوفرة ما خلق قلمي من الضغائن والحقود.
اللهم أدِمْ علينا نعمة الخوف فهو أنفع من الأمان، ونسألك اللهم أن توالي فضلك فتهبنا القدرة العارمة على وأد ذلك الخوف، كما نسألك أن ترزقنا الخوف منك حتى لا يكون في أنسنا برعايتك العالية ما يحمل على سوء الأدب مع عبادك، ولله الحمد وعليك الثناء