للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كتاباً في مسائل الديناميكا السماوية وله بحوث وآراء في الإشعاع ونظرية الكم وأيضاً عنى بوضع الكتب الفلكية ككتاب (العالم حولنا) وكتاب (النجوم في مسالكها) وغيرهما.

وقد بسط في هذه الكتب خلاصة ما انتهى إليه العلم الحديث في الكون وأنظمته والقوانين التي تسيطر عليه وما يتصل بها من نظريات النسبية والإشعاع والطاقة. وقد لاقت إقبالاً منقطع النظير، وبلغ متوسط المبيع منها كل يوم إبان ظهورها فوق الألف. تناول فيها بحوث النظام الشمسي والكون، وهل هو محدود أو غير محدود، متمدد أو منقبض. وكذلك تناول تركيب الذرات وتولدها وانحلالها والنجوم وما يتعلق بها من أقدار وألوان وحرارة وعدد وحركات. وحين وضع كتبه هذه فرض أن القراء ليس لديهم معرفة علمية سابقة، ولهذا عمل على عرضها في أسلوب استهوى به المتعلمين والمثقفين، وتمكن بذلك من إطلاع الناس على شيء من سحر علم الفلك الحديث وعلى شيء من عجائب الكون.

وفي مقدمة أحد كتبه (وهو كتاب النجوم في مسالكها) - وكان قد أذاع بحوثه في إذاعة لندن - ورد ما يلي: (. . . والكتاب الذي بيدك يحتوي على هذه الأحاديث متوسعاً فيها إلى ضعف طولها الأصلي. ولا تزال في أسلوبها ولغتها كالأحاديث اللاسلكية - بسيطة لا تكلف فيها ولا صعوبة فنية، فالكتاب لا طموح فيه إذ لم يقصد به سوى أن يكون مقدمة لأوفر العلوم حظاً من الشعر. مقدمة سهلة مقبولة غير مثقلة بالجد. . .) أي غير مثقلة بالمعادلات والحسابات.

وهكذا سار في بعض كتبه (التي وضعها للناس) والتي قصد منها وقف جمهور المتعلمين على خلاصة ما انتهى إليه العلم الحديث من أسرار وروائع وأعاجيب. وقد يلذ للسامع أن آتى له على نموذج من كتابات جينز الفلكية، ولعله من المستحسن أن أروي قصتين، إحداهما في نشوء الكون، والثانية في تكوين النظام الشمسي.

لقد علل نشوء السدائم ومولدها تعليلاً لم يسبق إليه ركب منه قصة ممتعة أخاذة سماها: (قصة نشوء الكون). وقد رجع إليها فلكيو العالم واعتمدوا عليها في بحوثهم، وهي كما يلي: (. . . سنبدأ عند مبدأ الزمن حين كانت جميع الذرات المقدر لها أن تكوّن الشمس والنجوم والأرض والسيارات وأجسامكم وأجسامي وأيضاً جميع الشعاع الذي انصب من الشمس والنجوم منذ ذلك الحين. سنبدأ حين كان ذلك كله مختلطاً بعضه ببعض ومكوّناً كتلة من

<<  <  ج:
ص:  >  >>