ويلي ذلك ملحقات أخرى عمرانية وتاريخية وبلدانية أضرب عن ذكرها الآن صفحاً قصداً إلى الاختصار. وأخيراً جعلت (الفهارس) المتنوعة، وكلها في غاية الضبط، بحيث تكشف عن مكونات الكتاب المختلفة، وتيسِّر للقارئ مراجعة مضموناته. وكان قصدي من كل ذلك، أن يكون كتاب الشابشتي، مع المستدرك الذي وضعتُهُ عليه وسائر الملحقات والتعاليق، أتمّ وأوفى كتاب للديارات
وقد أنهيتُ عملي قبل أشهر، ونويتُ إذ ذاك عرض الكتاب على الطبع؛ غير أنه قد صدمني غلاء الورق وكثرة النفقات، وهما أمران ناشئان عن قسوة الأحوال الحاضرة، فاضطررت إلى تأجيل نشره إلى فرصة ثانية
هذا ولعل من القراء من يتذكرون أنه مرت في هذه المجلة قبل ما يقرب من ثلاثة أشهر (أنظر الرسالة (العدد٣٦٠) حاشية ٣ من الصفحة ٨٩٥ ب) إشارة صريحة تذكر أنني عازم على إخراج هذا الكنز من مدفنه. ثم إن عندنا في العراق عدداً كبيراً من المؤرخين والأدباء وأولى البحث يعلمون الشيء الكثير من أمر اشتغالي بتحقيقه والعناية به
وفي هذا اليوم وصل إليّ العدد ٣٦٨ من الرسالة الغراء، وإذا فيه مقالة وجيزة للأستاذ صلاح الدين المنجد، وعنوانها (كتاب الديارات) للشابشتي. فاستبشرتُ بها واندفعت إلى مطالعتها حرصاً مني على الوقوف على كل ما من شأنه أن يكشف لي شيئاً جديداً من أمر هذا الكتاب أو مؤلفه. غير أنني وإن لم أخرج منها بما كنت أنتظر ولا بأقل من ذلك، قد سرني منها أن كاتبها ينوي نشر هذا الكتاب بعد أن ظلَّ مدفونا في زوايا الخزائن، كما سرني أنه سينشر منه نبذة في العدد القادم من الرسالة الغراء
وأن من طريف الاتفاقات أن يُقدم باحثان عل نشر كتاب واحد، دون أن يعلم أحدهما بما يعمله الآخر، وهذا سيكون من مصلحة الثقافة، وهل ذلك إلا دليل واضح عل خطورة ذلك الصنف الجليل وأهميته البالغة، التي أغرت أثنين بخدمته وإعداده للنشر؟ فإن كان الأمر على ما ذكر، فما عسى أن يمنعني عن نشر الكتاب بالوجه الذي رسمتُهُ لنفسي، سواء أعَمِلَ غيري على نشره أم لا. هذا وأني موقن أن ما بذلته من العناية وطول البحث في سبيل هذا المؤلف يتطلب مني ألا أهمل نشره، بل لا أتردد في ذلك مهما كان من الأمر، ما دامت غايتي من ذلك كله خدمة العلم لذاته. ثم إن ملاحظات عنَّت لي في أثناء مطالعتي