دمشق. وبالرغم من ذلك كله فما أعفانا من هذا (الغرض!). ولقد ذكرت يا سيدتي، وذكر الأستاذ الطنطاوي قبلك عددا من الكتب كبيراً، أهمله كتاب مصر ونقادها. ولكن (التواضع) أبى عليكما أن تشيرا إلى مؤلفاتكما!. وإذا كان الطنطاوي قد أشار إلى كتابين من تأليفه بصورة خاطفة. . . فقد أهمل كتابين آخرين ربما كانا من أحسن ما أنتج وهما:(في بلاد العرب) و (من التاريخ الإسلامي) والأول كتاب ثمين ضمنه صاحبه قطعاً بارعة من أدبه، وبه صور ومشاهد طيبة لكثير من بلاد العرب، والثاني مجموعة من القصص، قبس الكاتب موضوعها من التاريخ الإسلامي المجيد؛ وقد أجاد في كثير منها، وهناك كتاب (الخطرات) للسيدة وداد سكاكيني وقد حوى موضوعات في الأدب والاجتماع قيمة، وكما خجلت السيدة وداد من الإشارة إلى (خطراتها) فقد أبت الإشارة إلى مؤلَّف زوجها الصديق الأستاذ زكي المحاسن وهو (النواسي شاعر من عبقر) درس فيه أدب الشاعر الماجن أبو نؤاس وأخرجه للناس في حلة قشيبة وشكل حسن.
وأما كتاب (آرائي ومشاعري) للأديبة النابهة الآنسة فلك طرزي الذي ذكرته السيدة وداد في معرِض التذكير، فقد سبق لكاتب مصري معروف أن نقده وقرَّظه في حينه على صفحات الرسالة الزهراء، فلم تكن ثمة حاجة لذكره، إلا أن تكون الذاكرة قد خانت السيدة وداد في هذه المرة.
هذا ما أردت أن أقوله في معرض التصحيح والتذكير، وللأستاذ الطنطاوي والسيدة وداد أذكى التحية وأطيب السلام.
(دمشق)
عبد الغني العطري
مواعيد البناء المخضوب
قرأت في جريدة الدستور كلمة كريمة لأديب كريم أسمه (إبراهيم) وهو كاتبٌ لم أعرفه من قبلُ، ولكن شمائله تنمّ عليه كما ينمّ الدُّخَان على الجمر المشبوب.
وهذا الكاتب يتوجع للنعيم الذي ضاع بين سَدَّة الهندية والقناطر الخيرية، ثم يُغلَبُ على وقاره فيذكر أن له نعيماً ضاع في ظلال (الجيزة الفيحاء) وأنه تأسَّى بقول أحد المتيمين: