للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- فماذا نجد في تحليل الخلق الفرنسي السياسي كما وصفه الداهية المجري (كورنيس)؟

نجد فرقاً شاسعا بين الخلقين الفرنسي والإنجليزي. فهما طرفا نقيض. ليس الفرنسيون شعب التطور التاريخي البطيء، ولكن شعب التغييرات الثورية الفجائية، شعب شديد التأثر قوي الاندفاع بلا (فرامل) ولا (صواميل). شعب (المأساة) لا (الرواية)، وخط تطوره ليس مستقيماً ولكنه كثير التعرج والمنعطفات. ففي آخر القرن الثامن عشر قلبت الأمة الفرنسية الحكومة الملكية باسم الديمقراطية والحرية، ومع ذلك لم تمض عشر سنوات حتى عادت فرنسا إمبراطورية مطلقة! ثم ارتدت فصارت ملكية محافظة! ثم تحولت إلى ملكية برجوازية حرة! ثم كانت ثورة أخرى ردت الجمهورية الثانية! ثم انقلاب حكومي أعاد للسلطة إمبراطوراً! ثم سقط هذا الإمبراطور في ١٨٧٠ وعادت فرنسا إلى ما كانت عليه في ١٧٣٩ إلى الجمهورية! فلا توجد على هذا أمة كفرنسا في اندفاعها وتحولها وانقلابها. . .) ثم قال الصاوي: (هل ترانا نفهم الآن بعض الفهم السر في أن الفرنسيين قد قالوا لهتلر (نعم) وأن الإنجليز قد قالوا (لا)؟

عبد المنعم خلاف

<<  <  ج:
ص:  >  >>