للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الشبه كائن في توافق المقصد، وهو الرجوع إلى الأمر المباشر)

ولا يسعنا مع ذلك إلا أن نقرر أن هناك قصداً مرسوماً من جانب (الناقد الأديب) في أن يورد معارض من القول الذي يمت إلى حديث الفلسفة، فيه كثير من الخليط واللبس، أو الخلط المتعمد واللبس المقصود، إرادة صرف الأذهان عن جوهر الموضوع

إذن فنلخص الدعوى في مرحلتنا الأولى لنطالعها في مراحلها التالية:

حاول (الناقد الأديب) في مقاله الأول أن يتهم بشر فارس بأنه أقتبس الفكرة الفلسفية التي تقوم عليها مسرحية من قصيدة العقاد، فلما رددنا عليه اتهامه قام يناشد الفلسفة أن تمده فلم تواته الفلسفة بشيء. ولما أيقن أنه لم يوفق في إقامة دعوى الاقتباس، خرج علينا بتهويل جديد، مجمله أن ليس في مسرحية (مفرق الطريق) شيء يستحق النظر، وأن المذهب الرمزي في الأدب، وهو المذهب الذي تمت إليه المسرحية، ليس إلا ضباباً كثيفاً من (الإبهام والإبهام) يضفي على الكائنات مسحة من الروعة والهول، ولكن كلما أقترب منها الإنسان تضاءلت هذه الكائنات

أما أن هذه المسرحية ليس فيها ما يستحق النظر فأمر مرده إلى أحد شيئين: إما أن (الناقد الأديب) ينظر إلى المسرحية بعين واحدة ويسمعها بأذن واحدة فهو يصدف عن كل ممكن للحس فيها، وإما أن الفهم لم يواتيه بما يجب أن يواتيه لعله لا نعرفها

وأما أن الرمزية لا تروق الناقد الأديب؛ فهذا شيء يخصه، ولا شأن له بالجودة الذاتية للمسرحية

وختاماً نهمس في أذن الأستاذ (الناقد الأديب):

إلى متى يطول أمر هذا التستر فيما ينشره، ولماذا لا يذيل ما يكتبه باسمه الصريح، وقد نزلنا إليه سافرين غير مقنعين، وتبادلنا أنخاب الرأي في شئون تبعث الرغبة في نفس القارئ على أن يعرف حقيقة الطرف الثاني؟

لهذا نقول للأستاذ (الناقد الأديب)، إننا له في كل ما يريد على شريطة أن يكشف عن وجهه، وإلا فإننا لن ننزل إلى ميدان الرد عليه بعد ذلك.

زكي طليمات

<<  <  ج:
ص:  >  >>