للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتلتقي فيها هذه الخطوط. . .

أرأيت الآن أني أحفظ الرسم عن ظهر قلب. . . وليس هذا فقط. . . وإنما قال لنا أيضاً: إن الضوء إذا كان آتياً من اليمين فإن الظل يكون في الشمال، وإنه إذا كان آتياً من الشمال فإن الظل يكون في اليمين. . . فماذا تريد أكثر من ذلك. . .

- لاشيء. . . وإن معلمك لم يقصر، وكان عليك أن تطبق في رسمك هذه القواعد فتنجح. . .

- صدقني أني أطبقها، ولكني لا أدري لماذا لم أنجح في الرسم. . . لقد كرهته حتى لم أعد أطيق دروسه.

- لماذا؟

- أليس في الدنيا شيء نرسمه غير الباذنجان والطربوش والقلة والصندوق المفتوح والصندوق المقفل. . . كل هذه أشياء ثقيلة الظل مثل صاحبها.

- ومن صاحبها؟

- الأفندي الذي يعلمنا الرسم. يدخل الفصل ومعه المنظور ويضعه أمامنا، ويقول: هو الآن فوق مستوى النظر أو تحت مستوى النظر، والضوء آت من اليمين أو الشمال، فارسموه ثم يبدأ يطوف بنا ليصحح لنا الأشكال السابقة، ويلقي نظرة على الشكل الجديد، وليس عنده غير الضوء والظل ومستوى النظر. . .

- وماذا كنت تريد منه أكثر من ذلك؟

- أنا؟. . . لا ادري، ولكن ابن خالي يقص لي قصصاً لذيذة عن معلم الرسم الذي يعلمهم، يقول لي إنه رجل خفيف العقل، وإنه يضحكهم كثيراً، وإنه يخرج لهم من جيبه لعباً غريبة؛ ويقول لهم: انظروا إليها قليلاً. ثم يقول لهم: أغمضوا أعينكم قليلاً وارسموها بأصابعكم في الهواء وأنتم مغمضون، ثم يقول لهم: افتحوا أعينكم وارسموها بالأقلام على الورق. وقد أصبح ابن خالي الآن يستطيع أن يرسم رسماً حسناً أحسده عليه.

- ولماذا لا تتبع أنت هذه الطريقة. . .

- إنني لم أر هذه اللعب!

- ليست هذه اللعب ضرورية، فأنت تستطيع أن تستبدل بها أي شيء. . . وتستطيع أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>