ويعطره بإفراز ذي رائحة طيبة من غدد جلدية في فكه الأسفل وذيله حتى يجذب الأنثى إليه
وسام أبرص يبدي ارتياحه للأنثى بأن يفتح فمه بأعظم ما يمكنه، وأما في الضفادع فنقيقها هو استدعاء للجنس الآخر. وفي الأسماك ذوات الأشواك الظهرية كثيراً ما تلتحم الذكور بعضها مع بعض أمام الإناث، حتى إذا انتصر أحدها دفع إحدى الإناث أمامه إلى عشه لتضع فيه بيضاً، فتسبح السمكة وخلفها زميلاتها متخذة لنفسها مركز القيادة، ثم تقف فجأة وتقلب نفسها رأسياً بحيث يكون الرأس إلى أسفل فتحاكيها الزميلات ثم تدفع هي الماء فتتفرق الأفراد الأخرى لحظة ثم تجتمع ثانية وتعيد السيرة الأولى إلى أن تصل إلى العش، وهذا معناه في نظر العلماء الغزل عند الأسماك.
وفي النحل تطير الملكة في الجو فيتبعها ذكور الخلية كل يحاول أن يفوز بها، والمنتصر هو أسرع الذكور في اللحاق بها ويلقحها في الجو ثم ترجع الملكة إلى خليتها، وحتى إذا رأت الشغالة وهي التي تقوم بأعباء الخلية أن عملية تلقيح الأنثى قد تمت أخذت تلاطفها وتحتفي بها كأنها عروس، وأما الذكور فلم يعد لها فائدة في الخلية، عندئذ تقوم الشغالة بقتلها وإلقائها خارج الخلية، وأما الذكر الذي فاز فإنه في مقابل انتصاره يسقط ميتاً من الجو بمجرد إتمام تلقيح الملكة، ويسمى طيران الملكة والذكور في الجو (طيرة العروس) ولكنها حفلة عرس ثمنها أرواح جميع الذكور، وهكذا الدنيا تدور!
الحلم عند الحيوانات
قد ينشط العقل والجسم نائم فيوحي بمختلف الأفكار وتمر عليه مختلف الصور، وهذا ما يعبر عنه بالحلم. ولقد شوهدت هذه الظاهرة في الحيوانات العليا كالحصان والكلب والقط وهي في سباتها، فقد يصهل الحصان، وقد يقوم الكلب بحركات تشبه التي يقوم بها في الصيد وهو في اليقظة، بل قد تستطيع أن تجعله يسبح في الأحلام إذا قدمت لكلب صيد وهو نائم قطعاً من الأخشاب أو أعشاب ذات رائحة اعتادها في إحراج الصيد فسرعان ما يخيل إليه أنه في تلك الإحراج فيقوم ببعض حركات الصيد وهو نائم.