وقد تبينت في كلمتك خلقاً من أخلاق القرآن الكريم الذي يقول:(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله.)
ثم رأيت أن آداب القرآن تأمرنا أن نشكر من أحسن إلينا بالقول أو الفعل فكتبت هذه الكلمة شاكراً داعياً الله أن يرزقنا السداد والإخلاص في الرأي والقول والعمل والسلام.
عبد الوهاب عزام
ديوان مجنون ليلى
اطلعت أمس على هذا الديوان وقد طبع في مصر سنة ١٩٣٩، وكتب على غلافه أنه جمع وترتيب عالم زمانه وفريد عصره وأوانه أبي بكر الوالي وأنه بتحقيق وشرح جلال الدين الحلبي، وفي آخره إمضاء أحمد سعد علي من علماء الأزهر تحت اعترافه بأنه صحح بمعرفته.
والديوان في ٩٢ صفحة من القطع الصغير، أكثر ما فيه من الشعر المنسوب إلى المجنون هو لغيره، ومن ذلك ما هو مشهور معروف صاحبه، كقطعة (ألا يا صبا متى هجت من نجد) وهي ليزيد بن الطثرية؛ وقطعة (عجبت لسعى الدهر بيني وبينها) وهي لأبي صخر الهذلي؛ وقطعة (تمتع من شميم عرار نجد) وهي للصمة بن عبد الله القشيري.
ومن ذلك قطعة (ألا هل إلى شم الخزامى ونظرة) وهي ليحيى بن طالب الحنفي؛ وقطعة (اقرأ على الوشل والسلام وقل له) وهي لأبي القمقام الأسدي؛ وقطعة (بينما نحن بالبلاكت بالقا - ع) وهي لكثرة عزة؛ وقصة بيت (ألا أيها النوام ويحكم هبوا) نسبت إلى جرير وليست له، وروى البيت للمجنون وهو لجميل بثينة
ومن ذلك شعر ضعيف لبعض المتأخرين، ومنه ما تبدو حقيقة لكل ذي عينين، كالقصيدة التي يقول صاحبها:
لعمري ما لاقى جميل بن معمر ... كوجدي بليلي لا ولم يلق مسلم
ولم يلق قابوس وقيس وعروة ... ولم يلفه قبلي فصيح وأعجم
أفيكون قيس هو قائل هذا عن نفسه؟ ومن القطع المنسوبة في الديوان إلى المجنون ما أقطع بأنه ليس له، ولكني لا أذكر الآن صاحبه، كالقصيدة التي يصف فيها أعضاء