للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مبادلتها له حباً بحب حاول الانتحار أكثر من مرة وذات ليلة لعبت الورق مع الدوق دورليان وخسرت مبلغاً كبيراً، ولما لم يكن معها المبلغ كله في ذلك الحين فقد حاولت عند عودتها إلى المنزل إقناع زوجها بدفع المبلغ ولكنه أصرر على الرفض متخذاً من إسرافها مبرراً لقراره هذا. وإذ ضاقت به الدنيا طرقت باب الكونت دي سان جرمان الذي قيل أنه ذو موهبة خارقة في كسب المال، ولما جاءها الكونت وحدثته بالمأزق الذي لم تستطيع الخلاص منه قال: (سيدتي: إني على تمام الاستعداد لإعطائك أي مبلغ تطلبين، ولكني لما كنت أعلم عن يقين أنه لن يهدأ لك بال حتى أسترد ما أقرضت، فقد رأيت أنه يحسن بك أن تعاودي اللعب لتربحي ما خسرت) وما أن وصل تومسكي إلى هذا الحد من الحديث حتى كان الجميع متلهفين إلى سماع بقية القصة، فتوقف قليلاً ريثما أشعل غليونه، ثم أستطرد قائلاً: (وأسر الكونت إلى جدتي بضع كلمات يتمنى كل منكم لو سمعها. . . وفي تلك الليلة بعينها عاودت جدتي اللعب على مائدة الدوق دورليان معتذرة عن عدم دفع المبلغ بنا اعتورها من النسيان، وأخذت ثلاث ورقات، راهنت على الأولى فكسبت ثم ضاعفت الرهان على الثانية فكسبت، وكذلك كان حظها حين لعبت الورقة الثالثة. . .) وهنا صاح أحد الضباط مقاطعاً: مجرد حظ! وقال هرمان: يا لها من قصة. بينما سأل ثالث: وهل كانت الورقات مرقومة؟ فأجاب تومسكي:

- كلا، ولكن استمعوا للبقية، فقد كان لجدتي ثلاثة أبناء أحدهم والدي، ومع هذا لم يتمكن أحدهم من استخلاص سر الثلاث الورقات منها حتى الآن. . . والأعجب من ذلك أنها قابلت ذات يوم فيما بعد صديقاً لها قد خسر كل ثروته في ليلة واحدة؛ وحين علمت بالأمر ووجدته غارقاً في اليأس أعطته وريقات ثلاثاً كي يلعب بها بعد أن أخذت منه وعداً قاطعاً بالا يجلس إلى مائدة القمار بعد أن يستعيد ثروته. وفي اليوم التالي عرض الشاب على غريمه أن يلاعبه فقبل، وإذ ذاك بدأت المقامرة بأن راهن الأول على إحدى الورقات بخمسين روبل، فكسب. . . وعندما ترك المائدة الخضراء كان قد أستعاد ضعف ثروته

وتوقف تومسكي عند هذا الحد من حديثه ثم قال:

- هيا بنا إلى النوم أيها الأصدقاء فقد حانت الساعة السادسة.

- ٢ -

<<  <  ج:
ص:  >  >>