آمن سيد بأنه ذاهب، إيمان الجنون، فخف من القاهرة إلى الإسكندرية ليودع ليلاه، وإن كان قد أعلن لنفسه وللناس عزمه على السفر إلى إيطاليا، فهو لم يكن يعرف عن نفسه أنه يعلم الغيب وما كان أحد يعلم الغيب، وإنما هو اضطراب يتلاطم فيه إحساسه بتفكيره، فهو يقول القول أو يعمل العمل منطلقاً وراء شعور كامن في نفسه قد يميزه وقد لا يميزه، فإذا ميزه اطمأن عقله إلى تبريره، وإلا اضطر عقله إلى السعي وراء تبرير ما يطمئن إن حقاً وإن زوراً. . .
بينه وبينها
سيموت وسيسافر إلى إيطاليا. . .
زارها، أو استدعاها، أو التقى بها
- بأي شيء جئت لنا من القاهرة؟ مانجة؟
- لا. . . بل (بأنا هويت)
- سمعته
- وما رأيك؟
- (أنا عشقت) أحسن
- أحسن أو غير أحسن. . . إني انتهيت
- وكيف؟
- سأموت. . . قريباً جداً. وبعدها ستدركين أنك قد خسرت شيئاً كان يجب عليك أن تكرميه عندما كان بين يديك. . . أعوذ بالله منك. . . كل الناس يهتزون ويرتجون لهذه الأغاني التي أذيعها فيهم إلا إياك. . . جامدة كأنك الحجرة، ومع أني أعلم أنك حجرة فإني لا أغني إلا لك أنت وحدك. حقاً هو قضاء الله وقدره، وليس لقضاء الله وقدره رد ولا دافع.
- الكوكايين أفقدك عقلك. . .
- الكوكايين هجرته. . .
- ولكن بعد أن قضى عليك. . .
لم يقض عليّ أحد غيرك. . . إن مت فدمي في يديك، وإنه يتساقط من بين شفتيك. . . لقد