للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شربت منه حتى ارتويت وحتى جفت الحياة فيّ. . .

- مجنون

- ولم أجن إلا بك. . . لو أنك أعطيتني من روحك مثل الذي أخذت من روحي لكنت عشت غير ما عشت، ولكنت غنيت غير ما غنيت. . . ولكن الحمد لله. . . فما في روحك خير، وما كانت مثلك لتلهمني شيئاً. . .

- ولكني ألهمتك

- كلا. . . وإنما ألهمني البعد عنك، والحرمان منك. . . قد كنت أستطيع أن أستبدل بك صنماً، قد كنت أستطيع أن أعشق عوضاً عنك سلحفاة أو ثعباناً. . .

- هل تقول (ثعباناً) يا سيد. . . إنني لم أضرك مع أني كنت أستطيع أن أضرك، وأنت تعرف أني أستطيع أن أضرك يا سيد. . . فهل هذا جزاء الرحمة مني

- إنك لم تكوني تستطيعين لي ضراً، كما أنك لم تكوني تستطيعين لي نفعاً، وربما كنت تستطيعين لي ضراً لو أنك كنت رأيت غيري أحبك. . . ولكن أحداً غيري لم يحبك. . . وإن كان أحد غيري قد أحبك فكما تعرفين الحب عند الناس. . . كلام يقولونه هو التغرير والغش. . . هو الخداع يرمون من ورائه إلى اللهو بك والعبث بجسدك. . . أنت تعرفين هذا، وأنت تعرفين أني وحدي الذي تحدى شرك بخيره، وكذبك بصدقه، وخيانتك بوفائه، ودعارتك بطهره: إن حبي لك كان تكفيراً عما أسأت إلى أهلي ونفسي. سأقف به أمام الله وأقول له يا رب يا من أودعت هذه الأفعى من فنك سحراً غلفته بالموت والسم. . . أنا وحدي من خلقك الذي رأى هذا الحسن وتغنى به. . . فاغفر لي يا رب كل ما ارتكبت من سوء وشر فما هما إلا آثار السم في نفسي.

- يا سيد. . . يا سيد. . . ليست هذه المسرحيات بجائزة عليَّ أنا جازت على الناس طراً. . .

لست (أتمسرح) عليك، وإنما هذه هي روحي. . . هذه هي نفسي. . . ولو لم أكن هكذا طلقاً حياً فيضاً لما استطعت أن أجرف من جرفت من أهل الفن العتاة على رسوخ أقدامهم في الميدان الذي جندلتهم فيه، وعلى ثبوت أشباحهم في الحلبة التي صرعتهم فيها. . . خبريني. . . من منهم استطاع أن يتماسك أمامي. . . من منهم قاومني ولم يفر من

<<  <  ج:
ص:  >  >>