للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الذكاء الحديثة المعتمدة لم تثبت وجود علاقة بين تقاطيع الوجه والذكاء، إلا عند البله والمعتوهين.

وفي سنة ١٨١٠ ظهرت رسالة لعالمين فرنسيين هما جال واسبورتزهيم تشرح نظرية القيافة الجمجمية وتشير إلى وجود عدد من الملكات العقلية المختلفة كملكة الإدراك، وملكة الحفظ، وملكة التذكر، وملكة العزم الخ، وحصرها في ست وعشرين. ولكل ملكة من هذه الملكات مركز خاص في الدماغ. ويقابل كل مركز من هذه المراكز الدماغية مساحة خاصة في الجمجمة. وكل نمو في مراكز هذه الملكات يقابله نمو في مساحاتها الجمجمية. أي أنه من الممكن معرفة قوى هذه الملكات العقلية بقياس بروز مساحتها الجمجمية. ولم تعمر هذه النظرية طويلاً

وفي أواخر القرن الماضي ظهرت في إيطاليا مدرسة تقول بوجود تلازم إيجابي مطرد بين الصفات الجسمية التشريحية وبين ذكاء الفرد وخُلقه، وزعيم هذه المدرسة هو البروفسور سيزاري الأخصائي في علم الإجرام. وتتلخص نظريته في أنه من الممكن معرفة ضعاف العقول، والبلهاء، وذوي الميول الإجرامية من خلق الرأس وحجمه وتركيبه. فعدم انتظام شكل الجمجمة، وبروز الجبهة، وضيقها، وانخفاضها، وانفطاح الأنف وعرضه، وضيق قوس الحنك وارتفاعه، وعرض الأذنين وكبرهما، وعدم انتظام شكلهما؛ كل هذه دلائل على ضعف عقل الفرد. وكان ممن عنوا بكشف العلاقة بين حجم الرأس والعقل جولتن في إنجلترا وبيتيه في فرنسا، وقد دلت تجاربهما على أن التلازم الإيجابي بين حجم الرأس وذكاء الفرد من القلة بحيث لا يعتمد عليه في معرفة الذكاء

كان لنظرية لمبروزو صدى شديد في المعاهد التي عنيت بدراسة الإجرام وصفات المجرمين؛ ففي سنة ١٩١٠ وسنة ١٩١١ أجريت تجارب في السجون الإنجليزية لقياس جماجم المسجونين وبروز جباههم، وأنوفهم، وآذانهم الخ. ثم قورنت نتائج هذه المقاييس التي اتبعت فيها طريقة لمبروزو بسجلات المسجونين، ونتائج اختبار ذكائهم، فانهارت بهذه التجارب نظرية لمبروزو، وامحت من بين النظريات العلمية. وكانت هذه آخر المحاولات التي قصد بها إثبات تلازم بين شكل الجمجمة وحجمها وتقاطيع الوجه وبين الذكاء. وفي هذا يقول الأستاذ (كارل ببرسن) بعد أن أجرى اختبارات على ستة آلاف تلميذ مدرسي

<<  <  ج:
ص:  >  >>