للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وطالب جامعي: (إن التلازم الإيجابي بين مقاييس الجمجمة وبين الذكاء من القلة بحيث لا يعتمد عليه في الحكم على ذكاء الفرد)

- ٢ -

وموضوع العلاقة بين القدرة على الشهيق وبين الذكاء قد يظهر غريباً. ولكن أحد الأطباء بمانشستر الدكتور (مامفورد) عنى بهذا الموضوع، فأجرى اختبارات على تلاميذ مدرسة ثانوية وعلى طلبة الجامعة ووجد تلازماً إيجابياً مطرداً بين القدرة على الشهيق العميق واتساع الرئتين، وبين ترتيب التلاميذ في الفصول. فالتلاميذ المتقدمون أقدر على الشهيق العميق والتنفس القوي من التلاميذ المتأخرين. وقد لاحظ الدكتور أيضاً من نتائج الاختبارات أن هذا التلازم الإيجابي يضعف كلما كبر التلاميذ في السن. وقد أبدت نتائج هذه الاختبارات اختبارات شبيهة بها أجريت في كاليفورنيا بواسطة الأستاذ ترمان.

- ٣ -

أما دقة التمييز الحسي، وإدراك الفروق الحسية - لمسية أو ذوقية أو شمية أو سمعية أو بصرية - وعلاقة ذلك بالذكاء فيرجعان إلى نظرية البروفسور فنت الألماني، التي كانت تشير إلى أن الحواس هي منافذ العقل، والمدركات الحسية هي التي يتألف منها العقل. ومن الممكن إذاً قياس الذكاء بقياس قدرة الحواس، وقوتها على تمييز المحسوسات المتقاربة. فأجريت تجارب على الحواس استخدمت فيها أجهزة كأجهزة معامل الطبيعة والضوء، بعضها لقياس قوة قبضة اليد، وبعضها لقياس مقدار التمييز اللمسي، وبعضها لقياس القدرة على إدراك الفروق الصغيرة في الأنغام والألوان والظلال. وقد قام بهذه الاختبارات جولتن في إنجلترا وكاتل وثورنديك في أمريكا. وكانت نتيجة هذه الاختبارات أن قدرة التمييز الحسي في الملموسات والمذوقات والمشمومات لا تدل على ذكاء الفرد، وأن لا تلازم بين هذه القدرة والذكاء. فلا فرق في قوة التمييز هذه بين الأطفال والكبار، ولا بين الأغبياء والأذكياء، ولا بين المتحضرين وغيرهم.

والأستاذ اسبيرمان وآخرون يقولون بأن للقدرة على تمييز

النغمات الموسيقية المختلفة أو المتقاربة علاقة بذكاء الفرد،

<<  <  ج:
ص:  >  >>