وأن بينهما تلازماً إيجابياً قوياً، فكلما كان الفرد أكثر ذكاء كان
أقدر على تمييز النغمات. وهو يرى (أن الذكاء له١٠٩ من
نجاح الفرد في تمييز الأصوات ذات النغمات المتقاربة)
أما العلاقة بين الذكاء وبين حدة النظر والقدرة على تمييز المرئيات المتشابهة، فقد أثبت عدد كبير من الاختبارات بين تلاميذ المدارس أن الأغبياء وضعاف العقول يكثر فيهم ضعف البصر، ولو أن كثيراً ممن يشكون من (قصر النظر) أذكياء ونابغون. وإذا حكمنا بنتيجة الاختبارات التي أجريت قلنا إن بين القدرة على تمييز المرئيات قريبة الشبه وبين الذكاء علاقة قوية وتلازماً إيجابياً. وبهذا يقول أنصار اسبيرمان
- ٤ -
من الملاحظ أن الإنسان إذا كان تعباً جسمياً فإن زمن الرجع للمؤثرات الحسية الخارجية عنده يكون أطول من زمن الرجع حين نشاطه. ونحن في أوقات الصباح أسرع رجعاً منا بعد القيام بعمل عضلي طويل. وقد تنبّه علماء النفس لهذه الظاهرة، وحاولوا أن يعرفوا إلى أي حد يرتبط الذكاء بزمن الرجع الحركي للمؤثرات الحسية. وقد اخترعت آلات خاصة تسجل الفرق بين زمن صدور المؤثر الخارجي - عن طريق اللمس أو البصر أو السمع أو الذوق - وزمن رد الفعل. وأجريت اختبارات لأفراد كثيرين لمعرفة ما إذا كانت سرعة الرجع دليلاً على شدة الذكاء، والنتائج التي أسفرت عنها الاختبارات متضاربة بحيث لا يصح الجزم بها نهائياً.
- ٥ -
اهتم علماء النفس منذ أوائل القرن الحالي بدراسة الشخصية وعناصرها، والعوامل الفيزيولوجية التي تؤثر في تكوينها. ومن المدارس السيكلوجية التي لها رأي وجيه في دراسة الشخصية مدرسة أمريكية ترى أن للغدد الصماء أثراً هاماً في تكوين الشخصية بما تفرزه من عصارات تسمى الهرمونات والذكاء عامل من عوامل الشخصية
والهرمونات هذه عصارات ذرية تسير في الدم وتعمل على تنشيط وظائف الأجهزة