للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مسألة الطلبة والمتخرجين، ورسم لهم هم أيضاً خطة قال لي إنه عرضها على معالي الدكتور هيكل باشا في وزارته السابقة، كما قال لي إن معاليه وافق عليها، ورصد لها مبلغاً من المال ليبدأ تنفيذها به، ثم حلت الظروف القاسية التي نعانيها اليوم فبطل الإنفاق وبطل التنفيذ.

وهذه الخطة هي موضوع حديثنا اليوم، لأننا لا نزال نرى أن هذه الظروف القاسية لا يمكن أن تكون حائلاً دون تنفيذها، بل إننا نرى أن هذه الظروف القاسية نفسها دافع قوي يحفزنا إلى التعجيل بها.

تخرج مدرسة الفنون الجميلة العليا كل عام جماعة من الشبان الفنانين، بعضهم يلتحق بوظائف الحكومة، وبعضهم يظل يسعى وراء وظائف الحكومة إلى أن يلتحق بها، لأنه لا سوق للفن في مصر.

فإذا كانت الحكومة تنوي أن تستبقي مدرسة الفنون الجميلة العليا مفتوحة للطلاب تستقبلهم وتخرجهم، فإن عليها أن تفكر في أمرهم، فهي المسئولة عنهم، كما أنها المسئولة عن كل عبد من عباد الله الذين تتولى أمورهم.

ونحن لا نجرؤ على مطالبة الحكومة بتوظيف كل متخرج من هذه المدرسة، فنحن نعرف أن وظائف الحكومة محدودة، وأن الحكومة متخمة بالموظفين، كما أننا نعرف أن الفن لا يحيا مرتاحاً، ولا ينمو مزدهراً في الدواوين والمصالح.

فالباقي على الحكومة أن تفكر فيه إذن، هو أن تنشئ للفن في مصر سوقاً، أو أسواقاً؛ فإذا هي فعلت ذلك، تفتحت أبواب الحياة أمام الفنانين، وتفتحت عيون الناس على الفنون، وتابع الجمهور الحكومة في الاهتمام بالفن وفي الإقبال عليه.

وإذا كانت الحكومة قد آمنت بأن التمثيل فن جدير بالرعاية والتشجيع لما يهذب النفوس ويرقيها، فأنشأت الفرقة القومية، وفتحت بها للمثلين باباً مطمئناً من أبواب الرزق، وإذا كانت الحكومة قد آمنت بأن الغناء والموسيقى فنان جديران بالرعاية والتشجيع لما يصقلان النفوس ويرفهان عنها، فرعت محطة الإذاعة، ورصدت لها إعانة سنوية تنفق على المغنين والمطربين، وتضمن لهم باباً مطمئناً من أبواب الرزق أيضاً، فإن على الحكومة كذلك أن تؤمن بأن النحت والتصوير فنان لهما أثرهما في النفوس كغيرهما من الفنون، وعليها بعد

<<  <  ج:
ص:  >  >>