التي وصل إليها عن طريق تغذية الحيوان - على الإنسان. وقد أدى هذا إلى معرفة وتشخيص كثير من الأمراض كانت مجهولة الأسباب حينذاك مثل: البري بري والأسخربوط والبلاجرا (الطفح الجلدي اللومباردي - نسبة إلى لومبارديا في إيطاليا) والراخيتيس فعرفت بعدئذ بأمراض نقص الفيتامين أو الفيتامينوزات.
وكان من أثر هذه النتائج وشيوعها، واستغلال بعض الصناعيين لها في ترويج مستحضراتهم بعد ما عرف أن الأمراض سابقة الذكر غير مستعصية العلاج - أن ظهر ما سمي حينذاك (بشبح الفيتامين) أو (حمى الفيتامينات) الذي يُذكّر من جديد (بشبح البكتريا) لعشرين سنة خالية قبل هذا التاريخ إذ قيل عند اكتشافها بأن كائنات دقيقة حية هي التي تنقل المرض وتسبب العدوى، لذا وجب الإغلاء والتعقيم كي تموت هذه المسببات، بينما قيل العكس في الحالة الجديدة التي يشار فيها بعدم الإغلاء أو الطهي إن أمكن حتى لا تؤذي الفيتامينات أو تتعرض حيويتها للهلاك.
وقد أدى هذا إلى كثير من الخلط والالتباس، تعرضت له حالة الفيتامين الجديدة إبان نشوئها إلى كثير من الشبهة، وليس فقط في مستهلها بل وفي أثناء إتمام بحثها مما سنراه.
ولقد أسيء كثيراً إلى كلمة الفيتامين نظراً لاستعمالها في أوضاع خاطئة ولتشعب النواحي والأفكار بخصوص ما ينتظر منها ومن أثرها ومدى عملها في منع أو شفاء كثير من الأمراض، ومع هذا فقد بلغ علم دراسة الفيتامينات شوطاً كبيراً في السنين الأخيرة حتى يومنا هذا - شوطاً ذا أهمية عملية بالنسبة لحياة الإنسان اليومية، مما لا يمكن أبداً الإقلال من قيمته بل على العكس إكباره وتقديره. وليس هذا فقط لما جدّ من اكتشاف أنواع أخرى من الفيتامين ولا لما عرف من عديد الأمراض التي كانت مجهولة الأسباب فأضحت أسبابها بيّنة ممكنة العلاج ولا لما أمكن تحضيره من هذه الفيتامينات صناعياً وما يجري العمل لإتمام تحضيره، بل لقد تهيأت الأسباب حديثاً لمعرفة طبيعة الفيتامين ومهمتها وعملها في الجسم وقصر ما بين حجابها وبين الإنسان.
وإذا ما أردنا بكلمات قليلة أن نحصر أو نعرف أهم ما عرف عنها إلى اليوم وجدنا أن الفيتامينات عبارة عن مجموعات أو مخلوطات عضوية مختلفة التركيب هي نتيجة تطورات (تعقيد) لعوامل مساعدة في التمثيل (التحول الغذائي) وعليه تكون الحاجة إلى