للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجود الفيتامين في الخلية الحية من أوجب الضرورات. وبما أن الفيتامينات قد وجدت في أصل البحث في النبات فيغلب على الظن أنها تقوم فيها مقام المواد الفعالة (الهرمونات) في جسم الإنسان والحيوان، كما وجد أن بعض النباتات قد تصيبها بعض أمراض نقص الفيتامين وهذا ما وصل إليه حديثاً العالم النباتي بورجيف إذا أثبت أن نبات يموت تدريجياً إذا لم يحصل أثناء نموه على الفيتامين (ب) عن طريق نبات فطري يعيش عليه معيشة اتحادية، وذلك لأن النبات نفسه غير قادر ولا مهيأ لعمل الفيتامين. وكما أن الفيتامينات ضرورية جداً في جسم الإنسان والحيوان ولا معدى عن وجودها فيه فهي كذلك (ضرورية) حتى عند الحيوانات الدنيئة - فقد تصيب الحشرات مثل الصراصير (صراصير المطبخ) والنحل ويرقة السوس أمراض نقص الفيتامينات.

يجب إذن تموين جسم الإنسان والحيوان دائماً بتلك المواد الحيوية، إما بفيتامينات كاملة أو أولية التركيب (بروفيتامين) وذلك لتسهيل عمل الخلية الحية أو مجموعة الخلايا وبالتالي لتنظيم سير الجهاز الحيوي (دورة الحياة)، وتكفي منها كميات صغيرة جداً وتعتبر كمصادر قوة أو كمواد البناء أو التشغيل في عملية التمثيل الغذائي وقد تعمل بين بعضها وبعض بطريق التبادل أو يحتل جزئياً بعضها أماكن بعض كمساعدة أو مسبب للأدوار المعقدة التي تقوم بها الخلية في عملية التمثيل.

فكما أن أي رئيس لأية فرقة موسيقية لا يشترك كباقي الأفراد في إدماج أو إدخال أي صوت آلي من عنده له أثر ما في النغم أو اللحن النهائي ولكنه كمشجع أو مهدئ أو ضابط للإيقاع أو موجه للعمل الآلي لبقية الموسيقيين فكذلك يمكن تشبيه الفيتامينات بضابط للإيقاع في فرقة متنوعة الأصوات، هي تشبه في مجموعها وعملها المتداخل بعضه في بعض التفاعلات الكيميائية في الجسم؛ فإذا انعدمت هذه القوة الدافعة المشجعة تداعت بالتالي القوات الأخرى أو ثبطت همتها أو تراخت ثم يقف التعاون بينها ويضطرب التجانس، ثم لا يلبث أن يظهر هنا وهناك أعراض تسترعي الانتباه.

وفي سبيل معرفة ميكانيكية أو تاكتيك المهام الدقيقة التي تقوم بها الفيتامينات بدأ العلم يجني أول ثمار بحثه وجهوده لاسيما بعد أن أصبح من المحقق الثابت أن عمل الفيتامين في الصميم يستقر هناك وراء كل دور أو عمل حيوي، فهو بهذا هناك حيث تجري عملية

<<  <  ج:
ص:  >  >>