للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طائر النشر، وقد تكون بذلك أصح من المنشورة بعد المعارضة على كثير من المخطوطات غير المضبوطات، ومن أشباه هذه النسخ الوحيدة المخدومة كتاب (المثنى والإبدال) لأبي الطيب اللغوي صاحب مراتب النحويين، وصديق أبي الطيب المتنبي، وتلميذ الإمام المطرزي غلام ثعلب؛ فإني قد ظفرت بدمشق في مكتبة العلامة أبي اليسر عابدين (حفيد صاحب حاشية ابن عابدين المشهورة) بنسخة تغلب عليها الصحة، وعلمت بعد طول البحث والتنقيب أنها يتيمة في العالم فلم أتمكن من مقابلتها على مخطوطات أخرى، وإنما هوّن عليّ خطب نشرها غلبة الصحة كما ذكرت عليها، وسأصفها وصفاً علمياً ببحث خاص في مجلتنا هذه الممتعة قريباً.

أما مخطوطة المخصص لابن سيده المعروف بصاحب المحكم فإنها تشبه مخطوطة المثنى بكونها وحيدة يتيمة، ولكنها (قد ركض فيها البلى ولعب، وأكل منها الزمان وشرب، حتى أبلى ثوبها القشيب وأذوى غصنها الرطيب) - كما ذكر ذلك الأستاذ طه محمود رئيس التصحيح بدار الطباعة الأميرية في خاتمة المخصص؛ وبذا كثر في المطبوعة البياض والنقص والتصحيف، ولولا مرجع اللغة والأدب في عصره محمد محمود التركزي الشنقيطي وجميل عنايته بالمخطوطة لكثرت أغلاطها واستشرى فسادها، ولكنها مع ذلك لم تخل من نقص، والكمال الرباني معوز، فوقعت في المتن والحواشي الشنقطية أغلاط لا يحسن السكوت عليها ولا سيما في أصول اللغة، مثال ذلك ما جاء في السفر العاشر من المخصص (ص ١٦٧ س٤)، وما نصه ورسمه:

(١) وكنا ما اعتفت=طلاب الترات مطلب

فقد علّق عليه إمامنا الشنقيطي رحمه الله التعليقات التالية بنصها:

(١) قوله: (وكنا ما اعتفت) هكذا وقع في الأصل، وهي عبارة لا يدري أهي شعر أم نثر، وليس لها معنى، وقوله (طلاب الترات مطلب) هو بعض بيت من الطويل ورد في قول الخنساء:

تطير حواليّ البلادُ براقشاً ... بأروعَ طلابِ الترات مطلَّب

والشاهد في (براقش)، لأن من معانيه الأرض المجدبة الخلاء، ولكنه ضاع من الأصل مع ما ضاع منه هنا، وكتبه محرره محمد محمود لطف الله تعالى به آمين. اهـ).

<<  <  ج:
ص:  >  >>