للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعد التأمل في هذا التعليق وجدنا مصحّح المخصص ومحرره لم تكشف له عبارة الأصل فجعلها قولين، وهي قول أو بيت من الشعر واحد، ولذا لم يدر هل القول الأول (وكنا ما اعتفت) شعر أم نثر مع أن ابن سيده ذكر قبله كلمة (وأنشد)، ثم جعل القول الثاني (طلاب الترات مطلب) بعض بيت الخنساء، مع أنها خاتمة أبيات جاهلية كثيرة، وأخطأ في الشاهد إذ جعله (براقش) وهو (الاغتفاف) أي تناول الغُفّة من العلف، وهي الشيء اليسير منه؛ والعبارة الأصلية الواردة قبل البيت لا يوقف عليها إلا بنسخة ثانية كاملة من المخصص، ولعل التعبير التالي لا يبعد عنها كثيراً، وقد ألّفته بعد مراجعة نصوص اللسان والتاج وهو: (وإذا كان الربيع (مقارباً قيل اغتفّ المال اغتفافاً أي أصاب غفة منه) أي شيئاً يسيراً وأنشد:

وكنا إذا ما اغتفَّتِ الخيل غُفَّة ... تجرّدَ طَلابُ التراتِ مُطَلَّبُ)

وهذا هو البيت عينه الذي استشهد به ابن سيده، وهو لطفيل

الغنوي لا للخنساء، وإنما استشهد به للاغتفاف لا ليراقش كما

فعل مثل ذلك صاحبا اللسان والتاج في مادتي (غفف وأغتف)؛

وهو في ديوان طفيل الغنوي ص٢٦، ونسبه إليه صاحب

الأمالي (٢٣٤)، وذكره الزمخشري في أساسه (غفف) وعزاه

إلى طفيل أيضاً، وآخره (يُطلَّب) بدل (مطلَّب) ولعله تصحيف

أو رواية أخرى، واستشهد به صاحب تهذيب إصلاح المنطق

(ص٧١) وغيره من أئمة اللغة، فليست القضية إذن من

الشكائك الجدلية، ولولا ما في مخطوطة المخصص من

التصحيف والنقص لما وقع كما بينّت إمامنا الشنقيطي في مثل

هذا السهو اللغويّ، وسجدة السهو واجبة في العلم والدين معاً،

<<  <  ج:
ص:  >  >>