هذا ما أردت أن أذكر به الأستاذ صاحب البحث. وآمل أن يكون على ذكر منه لكن نكّب عنه مخافة الإسهاب، لكني مع هذا الأمل لا تطاوعني نفسي أن أجامل أستاذنا إلى هذا الحد الذي قد يتهمني فيه خاطري وضميري بالممالقة والمداخلة ما دام المقام مقام تشريح وإطناب. ولأنه إذا تحتم علينا أن نصحح تاريخاً لزعيم فأجدرُ شيء بنا أول ما نعني أن نصحح تاريخ الزعيم الأول، تاريخ الرسول الأعظم.
عبد الحميد إسماعيل
حول سؤال وجواب
حضرة الأستاذ الكبير صاحب الرسالة
نسب أحد القراء إلى الأستاذ القدير زكي مبارك غلطة إعرابية في بيت شعر أورده في مقال له.
وقد اطلعت على عدد الرسالة ٣٧٧ فراعني ما كتبه الدكتور رداً على من لفت نظره إلى خطأ أصابه، إذ قال:(لو كان هذا القارئ يعرف أني في الإنشاء أسرع من أقدر الناسخين لفهم أن من الجائز أن يندّ القلم فيرسم الضمة فتحة) وهذا تعبير له شأنه، فالمرء لا يشكر على السرعة، وفي المراجعة تصحيح لندود القلم.
ماذا يضير الأستاذ لو اعترف بالزلة ولكل عالم هفوة! وأي غبار يلحق قلمه الفياض إذا صرح بأن الخطأ مطبعي لا ذنب له فيه؟
أظن أن الدكتور استعظم الأمر فوجه امتحاناً على صفحات الرسالة إلى ناقده والناقد بصير قال:(هذه عشرة أسئلة فيها ما تعرف وفيها ما تجهل وفيها ما تذوق) هل اطلع على الغيب أم فحص مواهب صاحبه بمجهر بلاغته، أم نسي نتيجة البحث والاطلاع وقت تحرير أسئلته؟
ليت الأستاذ يتذكر أنه وصم الجيل الجديد وهو فيه بقلة الصبر على متاعب الجهاد في مقالته. وبعد فيا حبذا لو عامل الأدباء بالحسنى دكتورنا المبارك ليكثر رواد سوق الأدب.